بقلم الأستاذ بولبابة سالم من أجل ألاّ نُضيع فرصة قد تكون الأخيرة لمواصلة الزخم الثوري , فإنّ العميد شوقي الطبيب أولى من السيد جلول عياد لرئاسة الحكومة القادمة إذا انحصر الإختيار بين الرجلين . العميد شوقي الطبيب هو ابن الثورة و دافع عن الكثير من قضايا الرأي في سنوات الجمر و له علاقات جيّدة مع مختلف الفرقاء السياسيين , لا يكن عداء لأحد و له تجربة في العمل المشترك ضمن العديد من منظمات المجتمع المدني . شوقي الطبيب محامي شريف ناضل ضدّ الدكتاتورية ببسالة و لم يساوم وهو أولى من جلول عياد لتولي منصب رئاسة الحكومة الذي عاش أغلب فترات حياته في الولاياتالمتحدةالأمريكية . تحتاج تونس إلى شخصية سياسية لا إلى خبير بنكي على أهمية الشؤون المالية لكننا نعيش اليوم مرحلة سياسية بامتياز تستوجب شخصية قادرة على التعاطي مع الملفات السياسية الحارقة التي تنتظرها و تكون على دراية بكل هموم التونسيين و تحدّياتهم القادمة وفق تصوّر تقييمي منصف للمرحلة السابقة و استكمال ما تبقى من الفترة الإنتقالية للمرور إلى الإنتخابات المقبلة و للسيد شوقي الطبيب طاقة كبيرة للعمل و يتّقد حيويّة بحكم عامل السنّ . قد يكون للسيد جلول عياد علاقات خارجية جيّدة مع المؤسسات المالية العالمية بحكم عمله لكن للسيد شوقي الطبيب إشعاع جيّد في الخارج كشخصية حقوقية و سياسية مناضلة . و متى تحقق الإستقرار السياسي فستأتي الإستثمارات و المساعدات , قد يكون السيد جلول عياد مُرشح القوى الليبرالية و الأجنبية التي ترغب في استقرار الأوضاع في تونس لإصلاح اقتصادها وهو كفاءة حقيقية , لكن السيد شوقي الطبيب هو الأقرب إلى مزاج شباب الثورة و له تأييد حتى داخل بعض أوساط حركة النهضة . نرجو ألا يرفضه البعض لأنه مُرشح الجبهة الشعبية مثلما رفضت الجبهة أحمد المستيري لأنه لقي مساندة من النهضة .