د.خالد الطراولي [رئيس حركة اللقاء] لم يعد خافيا أن ما وقع في الشقيقة مصر لا يخرج عن مسرحية انقلابية بامتياز، شارك فيها البعض بوعي أو بغير وعي في نجاحها وتركيز أسسها، كان الإعلام البوق الصادح لمنهجية منظمة لاسترجاع المنظومة القديمة برؤوسها ومصالحها، وكانت بعض الأطراف الدينية داعما أخلاقيا وشرعيا نتيجة حسابات خاطئة ووعي محدود، وسقط العديد من شرفاء الشعب في هذا الفخ مدفوعا بلا شك من أخطاء حكومة مرسي، ومتأثرا بحملة اعلامية غير مسبوقة لم تبق ولم تذر. لكن المسار الانقلابي في مصر لم يكن عفويا وذا طابع محلي،بل يدخل ضمن قرار يتجاوز المنشأ المحلي، وكانت غايته الاساسية وجوهر حراكه كله ابعاد الاسلام السياسي عن الحكم وانهاء كل حلم الثورة ودفن ثوارها. وكان الاعلان عن قرار اعتبار جماعة الاخوان منظمة ارهابية خاتمة اللعبة حيث يتمكن الاقصاء والاقتلاع والتصفية لنهاية مأسوية للإسلام السياسي في مصر كما يتهيؤون له،كان الهدف المبطن اقناع الشعوب بأن الاسلام السياسي لم يملك حلا وأنه لم يكن يوما غير شرذمة خارجة عن المجتمع وعن القانون هذا المسار العنيف والمبرمج يدفعنا اليوم الى التساؤل عن المسار التونسي وامكانية ورود انقلاب ناعم على خطى حثيثة وبنفس المنهج والهدف بعد خروج حركة النهضة من الحكومة؟ هذه تساؤلات تعرضت لها في بعض فيديواتي وخوفي ان بعض ما تحدثت عنه بدأت بوادره سواء في مصر أو في تونس تلامس الحقيقة... نقاط عديدة تلتقي لتزيد الصورة غموضا والعقول حيرة وتوجسا. فكرة الانقلاب ليست مسقطة أو عفوية أو "منامة عتاريس" ولكنها منهجية عمل تتالت حلقاتها من زمن بعيد فكانت محطات بعض الإضرابات و"العصي في العجلة" والمسيرات والاعتصامات وحرق المقرات والاغتيالات واستقالات بعض نواب التأسيسي وعديد التصريحات والتلميحات، كانت كلها رسائل مضمونة الوصول لمنهجية غير عفوية أو اعتباطية...محاولات الزج بالمؤسسة العسكرية فشل نتيجة وجود جيش تونسي وطني بامتياز، فشل الانقلاب على الشاكلة المصرية فتحولت الألة الى محاولة انقلاب ناعم بالصوت العالي والمنهج "الديمقراطي" والمنابر التلفزية وتبادل الأدوار... اليوم استقالت الحكومة ومسارات خارطة الطريق تتلازم، ويبقى شبه الحل في التمسك بالتأسيسي كسلطة عليا لا تسلم المشعل الا لسلطة منتخبة و والاستناد الى الشعب في لحظة صدق عارمة ومسؤولة وإلا فإن القادم في قائمة الاقصاء والتصفية لن يكون محل بحث كثير وفزورة رمضان، وحتى لا يصح في البعض مثل "بحثت عن حتفها بظلفها " ويبقى الله فوق الجميع لحماية تونس واهلها من كل شر ومكر