بقلم الأستاذ بولبابه سالم دأبت بعض وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة على اللعب مجددا في لعبة الاستقطاب الثنائي في حملة الانتخابات الرئاسية رغم وجود 27 مرشحا في السباق . انهم يعيدون بشكل ممنهج و بنفس الأساليب ما حصل خلال الانتخابات التشريعية ( مع النهضة او ضد النهضة ) وهي عملية شيطانية من أقلام و صحفيين لهم خبرة في فبركة وسائل التشوية و خلط الاوراق و قلب الحقائق ، من وجوه عملت مع النظام السابق و تسعى جاهدة للعودة اليه و يهزها الحنين المرضي للسيستام القديم لا حبا فيه بل رغبة في الحفاظ على امتيازاتها لأنهم تربوا على عقلية الزبونية و الكتابة تحت الطلب وفق التعليمات التي تأتي تباعا من سيدهم . هؤلاء الغوغائيون الذين أتاحت لهم الثورة حرية معبدة بالدم لم يتغيروا لان الطبع يغلب التطبع " و من كان في قفص يعتقد أن الطيران جريمة " . انهم لا يعرفون أنفسهم الا بالضد و لا يملكون غير مشروع التخويف و الشيطنة ، كل المنابر الاعلامية الا من رحم ربك لا تجد فيها الا النهضة و مواقفها و مجلس شورتها و ما تمخض عنه رغم ان الحركة المقصودة ليس لها مرشح باسمها للدخول في السباق الرئاسي . مع السبسي او ضده ، و كأن السبسي هو الذي قاد ثورة 17 ديسمبر 2010 للاطاحة ببن علي ، ماكينة رهيبة يقع ضحيتها البسطاء و صغار العقول و للأسف من كان يساند الانقلابات و يرفض الديمقراطية و الحرية ، اما المصيبة فهي ان تسانده نخب الحداثة البوليسية و من كان يبيض الوجه القبيح للنظام السابق ممن اعطاهم الشعب فرصة بناء المؤسسات الديمقراطية ليلتحقوا بركب الدول المتقدمة ، هذه الدول التي لم تحقق القفزة الاقتصادية و الحضارية و الرفاهية الا بالعدل و الحرية وهو ما نادى به حتى رواد الاصلاح من خير الدين و الطهطاوي و غيره . انهم يحتقرون الشعب و ويريدون ان ينصبوا انفسهم اوصياء عليه و على اختياراته . من المعيب أن تلك الأصوات من النخب لم نسمع لها موقفا نضاليا واحدا في سنوات الجمر ، و هاهي نفس الابواق تتطاول على المناضلين الشرفاء و نتابع مرشحها يحط من شانهم . نحن نعيش اجواء الحرية المعبدة بدم الشهداء و لاول مرة سيختار التونسيون رئيسهم بحرية ، الخيارات عديدة فاختاروا من يضمن لكم حريتكم و يحقق لكم الرفاهية و الامن . اختاروا من يحترم دستور البلاد و لا يضمر هو او زبانيته مشاريع انقلابية . اختاروا تونس المستقبل .