أعلنت الصحف الحكومية البورمية الصادرة اليوم السبت30 مارس، أن حصيلة ضحايا أعمال العنف بين البوذيين والمسلمين التي بدأت قبل عشرة أيّام في بورما ارتفعت إلى 43 قتيلا. وذكرت صحيفة نيو لايت اوف ميانمار إن أكثر من 1300 منزل ومباني أخرى ومساجد أحرقت ما أدى إلى تشريد 11 إلفا و376 شخصا. واضافت أن 68 شخصا اعتقلوا لتورطهم في 163 حادثا في 15 بلدة. ولم توضح الصحيفة أين سقط القتلى الجدد. وكانت الحصيلة السابقة تحدثت عن سقوط أربعين قتيلا في مدينة ميكتيلا وحدها في وسط البلاد حيث اندلعت اعمال العنف في 20 مارس بعد شجار بين تاجر مسلم وزبائن. ونفت الحكومة البورمية بشدة الجمعة اتهامات مسؤول كبير في الاممالمتحدة اشار الى "ضلوع الدولة" وقوات الامن في بعض اعمال العنف المناهضة للمسلمين. وقال يي هتوت المتحدث باسم الرئيس البورمي ثين سين على صفحته على موقع فيسبوك "أرفض تماما ما قاله (مقرر الأممالمتحدة الخاص حول حقوق الانسان في بورما توماس اوجيو) كينتانا عن ضلوع بعض اقسام في الدولة في اعمال العنف وتشجيعها". واعتبر أن تعليقات المسؤول الأممي "تستند إلى معلومات غير دقيقة، من دون بحث الوضع الميداني في شكل صحيح". وكان كينتانا قد أعلن الخميس أنه "تلقى تقارير أشارت إلى ضلوع الدولة في بعض أعمال العنف". وأضاف "في بعض الحالات، فإن العسكريين وعناصر الشرطة وقوات أمن أخرى لم يتحركوا فيما كانت هذه الفظائع ترتكب أمام أعينهم، بما في ذلك (ما قامت به) مجموعات بوذية قومية منظمة جدا". وتزامنت تصريحات المسؤول الأممي مع دعوة الرئيس البورمي في خطاب متلفز إلى الهدوء وتأكيده "عدم التهاون" مع ما يقوم به "متطرفون دينيون" لزرع الكره. وقال الرئيس البورمي "لن اتردد في استخدام القوة لحماية حياة الناس والممتلكات"، داعيا قوات الشرطة الى التحرك بحزم وواعدا بملاحقة مرتكبي العنف. المنظّمات الاسلاميّة تدعو لحماية المسلمين والمساجد طلبت المنظّمات الرئيسيّة للمسلمين في بورما في رسالة مفتوحة حماية فعليّة من قوات الأمن في مواجهة العنف الديني. وقال رئيس مجلس الشؤون الإسلامية نيونت مونغ شين في الرسالة التي وجهت في 26 مارس إلى الرئاسة إنّ "حياة وممتلكات المسلمين والمساجد والمدارس الدينيّة في بورما لم تعد في أمان والوضع مثير للقلق". وأكّدت المنظمات الأربع الموقّعة للرسالة أنّ "هذه الهجمات العنيفة تشمل حرائق متعمدة ومجازر تستحق عقابا قاسيا"، متهمة قوات الأمن "بالإهمال" وحتى بعدم الاكتراث. وأسفرت أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين عن سقوط أربعين قتيلا في ميكتيلا وسط البلاد. وقد امتدت إلى بلدات أخرى دمّرت فيها مساجد ومنازل وفرض حظر التجوّل في أحياء عدّة. وقال موقعو الرسالة إنّ "المجازر والأضرار التي لحقت بالمباني الدينية والممتلكات سببها ضعف الحماية وضعف الإجراءات التي اتخذتها السلطات المسؤولة". وأدّت مواجهات بين البوذيين من أقليّة الراخين والمسلمين من أقلية الروهينجيا في 2012 إلى سقوط أكثر من 180 قتيلا ونزوح 110 ألف شخص في غرب البلاد.