قال رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي في كلمته اليوم الأربعاء 1 ماي احتفالا بعيد الشغل إن "التوافق السياسي الذي هو ركيزة الانتقال السلمي والسلس يتعمّق يوما بعد يوم وآخر دليل تواصل الحوار الوطني بين الأحزاب، علما وإن الحوار لم يتوقف يوما وأن الاتحاد لعب فيه وسيلعب هو وبقية منظمات المجتمع المدني دورا رئيسيا . وأضاف المرزوقي "إنني على أتم الاقتناع أن الروح التوافقية التي دعونا إليها باستمرار وعملنا على تجسيدها في الواقع هي التي تعطى لبلادنا كل حظوظها …أن النضج الذي أظهرته الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني هو عامل يدعونا للتفاؤل وأريد أن أركّز هنا على الدور الايجابي لاتحاد الشغل الذي لعب ولا يزال دورا بالغ الأهمية في تاريخ تونس من معركة الاستقلال إلى احتضان الثورة إلى الدفاع عن مكتسباتها إلى الدفع بالحوار السياسي والاجتماعي قدما". وقال المرزوقي "كلنا نعلم أنه لا بديل عن الهياكل الشرعية التي افرزتها أولى انتخابات حرة في تاريخنا وعلى رأسها المجلس الوطني التأسيسي بدل المغامرة المجهولة العواقب.كلنا نعلم أن وصولنا بّر السلام يمر بالتوافق على دستور للأجيال المقبلة لا للانتخابات المقبلة، بنجاحنا جميعا في هذه الانتخابات عبر حملة شريفة تضع البرامج وجها لوجه لا الأشخاص ، بإقبال مكثف من الناخبين ، بسرية مطلقة في التصويت وعلنية مطلقة في الفرز بقبول فعلي لكل الأطراف بنتيجتها . كلنا نعلم أن هذا التوافق السياسي هو الشرط الضروري لعودة الاستقرار أي لعودة الاستثمار الداخلي والخارجي أي لقدرتنا على رفع تحديات البطالة وارتفاع الأسعار أي لعودة العجلة الاقتصادية للعمل أي لتحسين مستوى عيش الطبقة الفقيرة والوسطى ". وصرح رئيس الجمهورية "اسمحوا لي أن أتعرّض هنا للوضع في الحوض المنجمي لأقول بكل وضوح أننيبقدر ما أحب وأحببت دوما جهة كانت دوما قلعة للنضال ضد الاستعمار وضد الدكتاتورية، وبقدر ما أنا على قناعة أن جهة قفصة نالت نصيبا وافرا هي الأخرى من التهميش مع بقية المناطق الداخلية وأحواز المدن الكبرى في ظل العهد البائد وما قبله.بقدر ما أنا على قناعة أنه من العدل أن تحتفظ بجزء مئوي معقول من الثروة التي تنتج وتصدر وهو أمر معمول به في أكثر من بلد .بقدر ما أنا مع حق الإضراب ودسترته. بقدر ما أعتبر أيضا أن ارتهان مجموعة صغيرة ذات مطالب مشروعة وطرق غير مشروعة للتعبير عنها لاقتصاد الجهة واقتصاد البلاد أصبح أمرا لا يطاق .فمن جراء هذا الارتهان فقدنا في ظرف سنتين 2000 مليار دينار وهو قرابة ما تسعى الدولة للحصول عليه من قرض خارجي وقال المرزوقي إن وضع كهذا انتحار بطئ لجهة قفصة وللاقتصاد الوطني ككل وهو أمر لم يعد قابلا للتواصل إلا إذا أردنا خراب بلدنا بأيدينا". وطالب المرزوقي في كلمته المجموعات التي تطالب بحقها المشروع في التشغيل بتغليب الحكمة لأننا كلنا نسعى لنفس الهدف ولا بدّ أن نستبطن ثقافة الحقوق والواجبات لكن ذبح البقرة الحلوب لم يكن يوما وسيلة لتحقيق المطالب المشروعة وإنما أكبر ضرب لها. ودعا المرزوقي عقلاء قفصة للتدخل بالحسنى حتى تنتهي هذه الأزمة بأقل الأضرار المادية والمعنوية والإنسانية لتفادي اللجوء للحل الأمني. واعتبر المرزوقي أن التوافق السياسي والاجتماعي شرطان ضروريان لتخفيف معاناة شعبنا وفتح أبواب المستقبل أمامه وتفادي كوارث وآلام عبثية كالتي لا زلنا نعرفها.