عبّر الدكتور المهندس في وكالة الفضاء الأمريكية "النازا" محمد الأوسط العياري عن نيته وعزمه إحداث جامعة زيتونية لعلوم الطب والهندسة في تونس. واعتبر الدكتور العياري أن تدخل الحكومة في مراكز العلم يعد أمرا غير مقبولا بعد الثورة، وذلك في إشارة إلى سعي وزارة الشؤون الدينية التدخل في شؤون جامع الزيتونة. وقد كان هذا خلال حفل انتظم أمس الأحد 12 ماي 2013 بجامع الزيتونة المعمور بمناسبة الذكرى الأولى لاستئناف التعليم الزيتوني الأصلي. وقال شيخ الجامع الأعظم حسين العبيدي إنه كان على وشك التخلي عن مسؤوليته في المشيخة لكنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له " وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖوَبِئْسَ الْمَصِيرُ" فقرر بذلك العودة إلى جامع الزيتونة واستئناف رسالته العلمية. وقال العبيدي إن "وزارة الشؤون الدينية تهدده بالسجن حسب قانون 1988 الذي استعمله الطاغية بن علي للزج بأبناء النهضة في السجن، وهي الآن بدورها تريد أن تطبقه عليه"، على حد تعبيره. وأشار أن المتصدي للتعليم الزيتوني عليه أن ينتظر مآله أمام الله، مطالبا في الآن ذاته السلطة ولو كانت مؤقتة بأن تسوِّي شؤون جامع الزيتونة وإلا فستعتبر هي مشاركة في استصدارها. وأكد الشيخ العبيدي أن جامع الزيتونة مستقل ويسير بخطى ثابتة نحو تحقيق وتطوير التعليم الزيتوني من خلال العمل الجبار الذي تقوم به الفروع الزيتونية والبالغ عددها سبعة عشر فرعا، معتبرا إياهم مرابطين ضد أكبر عدو وهو الجهل، فالأمة لن تعود إلى مجدها إلا بالعلم، لا بالإضرابات والإعتصامات، على حد قوله. ومن جهته، قال الشيخ منير القبطني عضو مشيخة الجامع بأن المسيرة ستتواصل من خلال فتح فرعي ابن باديس والكتاني بالقطر الجزائري ثم بالعاصمة الليبية طرابلس. وخلال مداخلته التي ألقاها بالمناسبة دعا الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بلحاج إلى معاملة مشايخ الزيتونة بالقدر والتوقير ورفع الأيدي عن جامع الزيتونة وبالتحديد وزارة الشؤون الدينية، مطالبا بأن تعود كل المساجد تحت إشراف مشيخة الجامع الأعظم من ناحية التكوين والإشراف على الأئمة. وأشار بالحاج إلى ضرورة ضمان تمايز للزيتونة عن كل سلطة حتى تكون له درجة من الذاتية. وأثنى رضا بلحاج على شيخ الجامع الأعظم ومجهوده في تثبيت مسار الزيتونة بالإصرار والتضحيات رغم الأذى، وكذلك على الشيخ الزيتوني عثمان العياري رحمه الله، والد الإخوة العياري.