عن أنس رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الساعةِ، فقال: متى الساعةُ ؟ قال : (وماذا أعْدَدْتَ لها ؟). قال : لا شيء، إلا أني أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ( أنت مع مَن أحْبَبْتَ ) . قال أنسٌ : فما فرِحْنا بشَيْءٍ فرَحَنا بقولِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أنت مع مَن أحْبَبْتَ ) . قال أنسٌ : فأنا أُحِبُّ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبا بكرٍ وعُمَرَ، وأرْجو أنْأكونَ معهُم بحُبِّي إياهُم، وإنْ لم أعْملْ بمثلِ أعْمالِهِم. (البخاري)
هذا الصحابي الجليل سأل عن الساعة... وهناك من يستعجل الساعة وهناك من يشفق منها... يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ويقولون "متى هذا الوعد إن كنتم صادقين"، ولكن المؤمنين يشفقون منها ويعلمون أنها الحق. اجتماعنا في المساجد لماذا ؟ ... وصيامنا شهر رمضان لماذا ؟... وقيامنا للتراويح وإقامتنا للصلاة وقراءتنا للقرآن والزكاة والحج لماذا ؟ أليس هو استعدادا للساعة ؟ إذن هدف المؤمن هو الساعة ويعرف أن المستقبل هناك. والسؤال هنا في هذا الذي لم يعد شيئا للساعة لكنه يحب الله ورسوله، ماهو الحب ؟ وما معنى أنا أحب الله وأحب رسول الله ؟ شكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أن إماما يصلي بسورة واحدة ويعيدها دائما وهي قل هو الله أحد، فقال لهم سلوه، فسألوه فقال لهم أنه يحب هذه السورة فطلب النبي صلى الله عليه سلم أن يقولوا له : أنت مع من أحببت
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي ***ولو كنا سواء في البضاعة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك أناسا يدعون أنهم يحسنون الظن بالله ثم يقول فيهم كذبوا فلوا أحسنوا الظن لعَمِلُوا، والدليل قوله تعالى :إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، فعلامة المحبة هي الإتباع والاقتداء
تعصي الإله وأنت تدعي حبه***هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع