تجمعت حشود ضخمة لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب العاصمة)، بعد صلاة الجمعة اليوم في مليونية "كسر الانقلاب"؛ للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه. وفاض الميدانان بالمتظاهرين الذين شغلوا الشوارع المتفرعة منهما، بعد أن وصلت إلى الميدانين 18 مسيرة قادمة من مساجد بمحافظتي القاهرة والجيزة، رفع فيها المتظاهرون أعلام مصر وصورا لمرسي، مرددين هتافات "إسلامية إسلامية"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، وأخرى تندد بما اسموه "قائد الانقلاب العسكري"، وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح السيسي. وبعد وصول المسيرات إلى ميدان رابعة العدوية، بدأت مسيرات تخرج من الميدان باتجاه مناطق حيوية، منها مسيرة باتجاه نادي ضباط الحرس الجمهوري، قرب الميدان؛ للتنديد بسقوط عشرات القتلى برصاص الجيش في مظاهرة لمؤيدي مرسي أمام النادي فجر 8 يوليو/ تموز الجاري. وقال الجيش إن مجموعة مسلحة هاجمت قواته فجر ذلك اليوم أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري، وإن القوات كانت في حال دفاع عن النفس. كما خرجت مسيرة إلى مقر وزارة الدفاع (شرقي القاهرة)، غير أنها عادت أدراجها إلى "رابعة العدوية" بعد قليل من اقترابها من الوزارة؛ نظرا لوجود مكثف لقوات الجيش والحواجز التي أقامها للحيلولة دون وصول المتظاهرين. ومن المتوقع أن تخرج مسيرات أخرى إلى مناطق حيوية مساء؛ حيث اعتاد المعتصمون في "رابعة العدوية" الخروج في مسيرات ليلية عقب صلاة التراويح (القيام). ووجهت جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها محمد مرسي، دعوة إلى القوى السياسية المعارضة لها من أجل الانضام إلى ميدان "رابعة العدوية" لإعلان رفضهم ل "الانقلاب". وقال أحمد عارف، المتحدث باسم الجماعة، من فوق المنصة بالميدان، إن قيادات حزب النور والمسيحيين وعبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، مدعوون للانضمام إلى الميدان، الذي "يتسع للجميع". وحذر عارف من أن استمرار "الانقلاب يعني عودة التضييقات الأمنية على الجميع". وحلق سرب مكون من 5 طائرات عسكرية، تحمل أعلام مصر، فوق متظاهرى رابعة العدوية، واستقبلهم المتظاهرون بهتافات "الله أكبر الله أكبر"، و"إسلامية إسلامية"، و"ارحل يا سيسي"، فيما اتجهت أخرى نحو ميدان النهضة. وفي محافظات الإسكندرية ومرسي مطروح (شمال)، وشمال سيناء (شمال شرق)، والمنيا (جنوب)، والفيوم وبني سويف (وسط) والشرقية (بالدلتا شمالا)، وشمال سيناء (شمال شرق)، خرجت مسيرات تندد بما يعتبره المحتجون "انقلابا عسكريا" وتطالب بعودة ما يرونه "رئيسا شرعيا". على الجانب الآخر من المشهد المصري، تجمعت أعداد قليلة من الرافضين لعودة مرسي في ميدان التحرير، بقلب القاهرة، استعداد للمشاركة في مليونية "النصر والعبور". ومن المقرر أن تتزايد الأعداد مع حلول وقت الإفطار الرمضاني؛ حيث دعت حملة "تمرد"، صاحبة فكرة مظاهرات 30 يونيو/حزيران الماضي، الجماهير إلى الاحتشاد وتناول الإفطار بشكل جماعي لإعلان تأييدهم لقيام الجيش بعزل مرسي يوم 3 يوليو/ تموز الجاري. فيما أصدر الجيش المصري بيانا دعا فيه المتظاهرين إلى التزام السلمية، وعدم الاقتراب من المنشآت العسكرية، قائلا إن من يخالف ذلك "يعرض حياته للخطر". كما حذر الجيش من انتحال صفة عسكري، داعيا المواطنين إلى التحقق من شخصية من يرتدون الزي العسكري قبل التعامل معهم. وأعلنت السلطات الأمنية في الأيام الأخيرة عن ضبط شحنات مهربة من الزي العسكري المماثل لزي الجيش المصري.