قدمت هيئة الوساطة المكونة من عبد الرزاق الكيلاني والقاضي مختار اليحياوي صباح اليومالأربعاء 21 أوت بقصر قرطاج لرئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي التقرير الأولي لأعمالها وبعض التفاصيل حول أهم اللقاءات التي أجرتها والمشاكل الأساسية التي اعترضتها خلال مشاوراتها بمعظم الأطراف السياسية. وبيّن عبد الرزاق الكيلاني إثر لقائه برئيس الجمهورية أن الإشكال الرئيسي المطروح اليوم من طرف معظم الأطراف السياسية يتمثل في مطلب حلّ المجلس الوطني التأسيسي واختلاف الرؤية حول هذا المطلب وهو ما دفع هيئة الوساطة إلى تقديم مقترح يتمثل في سنّ قانون يضبط أجال أعمال المجلس الوطني التأسيسي وخاصة وظيفته التأسيسية المتمثلة في كتابة الدستور وسنّ القانون الانتخابي وتحديد تاريخ أقصى للانتخابات، وأكد عبد الرزاق الكيلاني في هذا السياق أنهم قدموا لمختلف الأطياف السياسية تواريخ يمكن اعتمادها في هذا الشأن. وأوضحت هيئة الوساطة أن الخلاف حول شكل الحكومة يمثل الإشكال الرئيسي الثاني إذ تفاوتت رؤية كل طرف بين ضرورة تشكيل حكومة مستقلة وأخر يرى أن الحل يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية. وشدد عبد الرزاق الكيلاني أن هيئة الوساطة قدمت في هذا الشأن كذلك حلا يهدف إلى التوفيق بين مطلب الحكومة والمعارضة وإيجاد أرضية مشتركة يمكن العمل على ضوئها. ويتمثل المخرج بالنسبة لهيئة الوساطة في موضوع تشكيل الحكومة في وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية مع التأكيد على أن يكون لرئيس الحكومة نائبين يهتم النائب الأول بالملف الاقتصادي والنائب الثاني بالملف الأمني على أن يفوض المجلس الوطني التأسيسي لرئيس الحكومة إصدار المراسيم في الجانب الاقتصادي والاجتماعي لأهمية هذين الجانبين في ضمان نجاح هذه المرحلة الانتقالية. وأكد عبد الرزاق الكيلاني أن هيئة الوساطة تساند المقترح الداعي بتكوين هيئة إسناد سياسي من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية تتولى مهمة مراجعة التعيينات وتوفير شروط حياد الإدارة والمساجد وهو ما سيخفف من حالة الاحتقان ويساهم في توفير مخرج توافقي للأزمة السياسية الراهنة.