استنكرت عديد الشخصيات السياسية والدينية صدور عدة فتاوى تبيح إراقة دماء المصريين المتظاهرين في عديد المدن مطالبين برحيل حكم العسكر وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وقد أطلق هؤلاء على أصحاب هذه الفتاوى لقب "علماء السلطان" في إشارة منهم إلى ارتمائهم في أحضان الانقلاب وقادته، ليخرجوا بفتاوى تبرر وتجيز لهم فعل ما يشاؤون حتى وإن كان قتل الآلاف من المواطنين المصريين. وانتقد الشيخ سعود الشريم خطيب وإمام المسجد الحرام، خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي، يوم الجمعة 23 أوت 2013، مطالبا إياه بالعمل لنيل رضا الله تعالى وليس رضا الناس، وذلك بعدما اتهم السديس ملايين المصريين من رافضي الانقلاب العسكري الدموي ب"الإرهاب والتحزب". وقال الشيخ الشريم في تدوينة له عبر حسابه على "تويتر" موجهاً كلماته إلى السديس "استغلالك للأزمات لترمى ذا الحق بأنه حزبي إنما هو ديدن خصوم الرسل مع يقينهم بصدقهم، "قالوا إنما أنت من المسحرين"، استغلوا شيوع السحر فاتهموه به". وأضاف الشيخ الشريم: "اجعل رضا الرحمن غايتك ولا تركن لرضا الناس، فإنك حبيبهم فيما يهون وعدوهم فيما يكرهون، فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون". من مفتي الشباب إلى مفتي العسكر ولم يكن السديس أول من دعا للسيسي وأباح قتل المصريين المطالبين برحيل العسكر فقد سبقه عمرو خالد الذي تحول من "داعية الشباب إلى داعية حكم عسكري دموي" من خلال توجهه بخطاب إلى الجنود المصريين وقع عرضه عليهم قبل فض اعتصامي ميدان "رابعة العدوية" ونهضة مصر، محذراً الجنود من السماح لأحد بالتشكيك في إيمانهم". وقال عمرو خالد موجها كلامه للعسكر: "يوم ما لبست هذه البدلة والبيادة وضربت تعظيم سلام فأنت تؤدي وظيفة عند الله وليس القائد"، وفي محاولة منه لتبييض وجه الحكم العسكري استخدم خالد آية كريمة حينما ذكر "الجنود بأنهم إن تولوا يستبدل الله قوما غيرهم". وقد تداول نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فيديو للشيخ سالم عبد الجليل "وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق" يحرض خلاله على قتل المتظاهرين الرافضين للانقلاب العسكري الدموي. وأفتى عبد الجليل بجواز قتل أي مدني في حالة "اضطرار" الجندي لذلك سواء تطبيقاً لأوامر قادته، أو حماية للبلاد على حد زعمه، منتقدا تسمية ملايين المصرين على ما حدث في أعقاب 30 جوان و3 جويلية "انقلاب عسكري" قائلاً: "أي انقلاب؟ إنها إرادة الشعب". وواصل وكيل وزارة الأوقاف السابق تحريضه على القتل قائلاً "على الدولة اتخاذ حيال هؤلاء الرافضين لما حدث في 3 جويلية من الاجراءات القانونية ما تمنع به خطرهم، مفتياً بجواز دفاع القوات المسلحة عن أبنائها ولو بالسلاح". دعاة فتنة!!! واتهم عبد الجليل رافضي الانقلاب العسكري والمتمسكين بالشرعية بأنهم "مجرمون" ينبغي على الدولة اتخاذ الاجراءات ضدهم، متهما الدعاة والرموز الإسلامية التي رفضت هذا الانقلاب بأنهم "دعاة فتنة" وليس من الشرف أن يكونوا مصريين فهم "بغاة"، حسب تعبيره. ومن جهة أخرى، أثارت فتوى علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق غضب علماء دين، ومن بينهم أكد الشيخ حسين حلاوة رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء وأحد علماء الأزهر، أن جمعة عالم سلطان واتهامه للمعارضين للانقلاب أنهم خوارج هو دليل على جهله بمعنى الخوارج. وطالب حلاوة، علي جمعة بمراجعة نفسه لأنه سيترك المناصب ولن ينفعه سلطان ولا جاه يوم القيامة ويجب أن يتبرأ من هذه الأفعال المشينة التي سفكت الدماء. ويذكر أنّ مفتي الديار السابق، علي جمعة، والذي كانت "رصد" قد انفردت منذ أيام بكشف ما جاء في خطبة غير معلنة لجنود الجيش، أباح لهم فيها قتل معارضي ما وصفها ب "ثورة 30 جوان"، كما وصفهم بالخوارج، وهي الخطبة التي تسربت منها أجزاء أول أمس الجمعة.