عقدت المنظمة التونسية للشغل اليوم الاثنين 26 أوت، مؤتمرها التأسيسي خلال ندوة صحفية بتونس العاصمة بحضورالعديد من النقابيين المنشقين عن الإتحاد العام التونسي للشغل المكونين للجبهة الوطنية لتصحيح المسار النقابي صلبه وبعض نواب المجلس الوطني التأسيسي. وتمّ إفتتاح الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك تمّ تقديم المكتب التنفيذي للمنظمة والمتمثل في كلّ من محمد لسعد عبيد كاتب عام جبهة تصحيح المسار النقابي، ونصر الدين بوزراع أمين عام سابق بالجامعة التونسية للشغل، وكمال الفضلاوي نقابي من جهة جندوبة، وعمّار الغيلوفي نقابي من جهة قابس ومحمد البوخاري نقابي معروف منتمي سابق لإتحاد الشغل. و تلى محمد لسعد عبيد البيان التأسيسي للمنظمة كما قدمّ أسباب تأسيس المنظمة، مبيّنا فشل المساعي لتصحيح المسار النقابي صلب إتحاد الشغل وهو ما شكل أهم أسباب تأسيس هذه المنظمة الجديدة، مؤكدا العزم على "عدم تسييسها ودخولها منطق ولاءات حزبية". من جهته، بيّن نصر الدين بوزراع أهمية التعدّدية النقابية بالنسبة للشغالين والعمّال بمختلف أصنافهم وأنّ هذه التعدّدية قديمة في تونس منذ سنة 1924 وأنها تعتبر أمرا صحيّا داخل المجتمع مستدلا بمثال هذه التعددية في فرنسا وبلجيكا كما اتهمّ بوزراع الحكومة وإتحاد الشغل بعدم تفعيل المطالب المنادية بهذه التعددية ووقوفهما أمام تحقيقها. كمال الفضلاوي بدوره تناول موضوع إنسلاخ الأعضاء عن الإتحاد بعد حالة الإنفراد بالرأي لدى الهيكل المركزي معلنا تأسيس المنظمة التونسية للشغل كهيكل منافس له لكنّه لم يستثي "التعاون الممكن" مع الإتحاد إن هو "عاد إلى رشده" وذلك خدمة لمصلحة وخير الشغالين. وأضاف أنّ العديد من الأعضاء قد تمّ تجميد نشاطهم داخل الإتحاد (600 عضو حسب العدد الذي قدمه) لأنهم "أعلنوا إنحيازهم للعمّال والشغالين رافضين الإضرابات العشوائية والقرارات المنفردة". كما تمنى أن تكون المنظمة الجديدة جامعة لكلّ الأطياف والحساسيات. وفي مداخلته بيّن عمّار الغيلوفي أنّ وجود هذه المنظمة اليوم لإيمان أعضائها بمفهوم "ترسيخ ثورة جديدة في العمل النقابي" مؤكدا أنها ستكون "منبر وصوت ثوري لكلّ عامل على أرض تونس" مشيرا إلى أنّ الوقت الآن "للعمل والمثابرة وليس لإعلان الإضرابات والدخول في لعبة الحسابات السياسية". وأمّا محمد البوخاري فقد أكدّ على الوقت المناسب لإعلان هذه المنظمة بعد استيفاء المساعي لتصحيح مسار العمل النقابي بالإتحاد كما أكد على عزم أعضائها ضمان إستقلالية المنظمة عن السياسة قائلا أنّه "لا يمكن فصل السياسة عن الأعضاء لكن ما نرفضه هو إلباس قرارات الأعضاء ثوب السياسة"، مؤكدا أنّ القرارات السليمة تتخذ من القواعد ويصادق عليها الهيكل المركزي وليس العكس حسب رأيه. وقد أعلن محمد لسعد عبيد في نهاية هذه الندوة عن فكرة "إعتصام حشّاد لحلّ الإتحاد" مؤكدّا أنها فكرة حديثة تنتظر الدعم اللازم حتى يتمّ بلورتها وتحديد ملامحها في الأيام القادمة.