بعد تسارع اللقاءات والمشاورات السياسية والتحركات الدبلوماسية على مستوى العالم لبحث الضربة المحتملة على مواقع النظام السوري، توجهت قناة "أورينت نت" السورية المعارضة باستطلاع آراء الشعب السوري في المناطق المحررة حول توقعاتهم إزاء هذه الضربة، وهل يرون أنها ستساهم في إسقاط النظام، وما توقعاتهم لنتائج هذه الضربة على الثورة السورية، وهل يؤيدون ضرب الغرب للنظام السوري، وهل يعتقدون أن تدخل الغرب سيتم لتحقيق مصالحه الخاصة، أم لمصلحة الثورة في سورية، وكيف ينظرون لمستقبل سورية. كل هذه النقاط كانت محور استبيان تم توزيعه على عينة من الطلاب الجامعيين في المناطق المحررة بحلب وريفها. ويتوقع 55% من الأشخاص المستطلعة آرائهم أن تؤدي الضربة الجوية إلى إسقاط نظام الأسد، بينما يرى 26% أن الضربة لن تؤدي إلى إسقاط النظام، في الوقت الذي يجيب فيه 19% بعدم علمهم إذا ما كانت الضربة ستؤدي إلى إسقاط النظام أم لا. الغالبية يؤيدون ضرب النظام يؤيد 91 % من سكان المناطق المحررة ضرب الغرب للنظام، وتتراوح أسباب تأييدهم للضربة ما بين أن النظام أوغل في قتل السوريين، ودمر بلد بأكملها لبقائه في الحكم، وهناك من يرى أن هذا النظام لم يكن سورياً إطلاقاً، بل كان يرعى مصالح دول على حساب السوريين، وأن الأسد استخدم جيشه لسحق السوريين وكذلك سلاحه استخدم لقتل السوريين، ولأن نظام الأسد استقوى على شعبه وهجره وظلمه واعتقله وضربه بالكيماوي، وأن ضرب الأسد هو الحل الوحيد المتبقي لأن الغرب لم يسلح الثوار على الأرض لقلب الموازين بشكل كامل، ويرى آخرون أن ضرب النظام للكيماوي كفيل بأن يقوم الغرب بضربه، وتدمير ترسانة أسلحته، وبالرغم من ذلك فإن معظم من أيد ضرب الغرب للنظام لا يرون في تدخل الغرب خدمة لمصلحة الثورة السورية بل من أجل مصالح خاصة يسعى لتحقيقها على حساب الشعب السوري ودماء السوريين التي لم تحرك لهم ساكناً منذ أكثر من عامين ونصف. الرافضين أقلية تتخوف من احتلال جديد أما الرافضين لضرب النظام؛ ويمثلون 9% من الآراء المستطلعة فيخشون من أن ضرب الغرب للنظام كفيل بإعادة تجارب كالعراق وأفغانستان الذي انتهى بتدخل خارجي، ويبررون ذلك بالقول: "لو أراد الغرب إسقاط النظام لقام بتسليح الثوار منذ البداية ولما انتظر أن يقوم الأسد بضرب شعبه بالكيماوي، ولما صمت عن جرائم ومجازر ارتكبت بحق مئات الآلاف من السوريين. الضربة ومصالح الغرب يرى 54% من الأشخاص المستطلعة آرائهم أن ضرب الغرب للنظام لم يأت بهدف تحقيق مصالح الثورة السورية، ولكنهم يرون فيه إيجابياً إن لم يكن مصحوباً بتدخل بري على الأرض، ليصل البعض للقول أن الغرب شعر باقتراب موعد سقوط هذا النظام فأوعز لبشار بضرب الكيماوي من أجل التذرع بضرب كل الترسانة العسكرية التي يملكها لتجريد سورية المستقبل من أي سلاح فتاك يزعج إسرائيل والغرب في المستقبل. ويرى 46% من المستطلعة آراؤهم ان ضرب الغرب لمواقع النظام سيخدم مصالح الثورة السورية، لأن إسقاط النظام هو هدف رئيسي لكل الثوار على الأرض، وضرب الغرب لمواقع النظام سيساعد على تحرير القطع العسكرية التي تنطلق منها قذائف وصواريخ الأسد تجاه المدن الثائرة، وسيعطي الثوار دفعة معنوية كبيرة لدخول المدن التي لا تزال تحت سيطرته، وستساهم الضربة بتفكك أجهزة النظام الأمنية وستخلق الفوضى بين عناصره مما يساعد في اقتراب موعد سقوطه. ويرى البعض أن الشعب السوري على مدى عامين ونصف يقول أين العالم مما يقوم به بشار تجاه شعب طالب بالحرية والكرامة، وعندما أتى الغرب لضرب مواقع بشار بدأت أصوات تتعالى أنها ضد التدخل، وهذا ليس غريباً على بعض الناس الذين لم يعانوا ما عاناه أهل الغوطة أو الحولة أو أي منطقة طالتها صواريخ نظام بشار الأسد.