أعلن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، يوم أمس الثلاثاء 10 سبتمبر، أن السلطات المصرية تعتزم منع 55 ألفا من الأئمة الذين لا يحملون تراخيص من إلقاء خطب في المساجد في أحدث إجراء ضدّ مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال الوزير المصري "إنّ هؤلاء الأئمة لا يحملون تراخيص لإلقاء الخطب وينظر اليهم على أنهم متطرفون ويمثلون تهديدا للأمن المصري". ويستهدف الحظر بشكل أساسي الزوايا الصغيرة غير المرخصة. وقال جمعة " إن القرار يهدف فحسب إلى تقنين عملية الخطابة خلال صلاة الجمعة وقصر القاء الخطب على المصرح لهم بذلك". وزير الأوقاف يدافع عن قراره دافع محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن قراره بمنع إقامة صلاة الجمعة في الزوايا التي تبلغ مساحتها أقل من 80 مترا، وقال إنّه بهدف الإصلاح وليس الهدم، وإن رسالته وجميع المستشارين ووكلاء الوزارة هي إعمار المساجد لا إغلاقها، على أن يتم ذلك بضوابط شرعية ودعوية، مستدركا "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت". وأوضح وزير الأوقاف أنّ عدد من يصلون الجمعة في المساجد الكبرى يعادل من 25مليونا إلى 27 مليونا، لافتا إلى أنّه لو تم افتراض أن الوزارة لديها 55 ألف إمام موزعين على 55 ألف مسجد جامع ليس بهم زوايا، وأن كل مسجد يتسع ل500 فرد، لوجدنا أن عدد المصلين يقترب من 27 مليونا ونصف المليون مواطن، ما يجعل الوزارة ليست في حاجة للزوايا المنتشرة في كل مكان في صلاة الجمعة. وقال "من ظن أنه قادر على إدارة المرحلة المستقبلية بعقلية الماضي سيكون خارج الزمن، وإذا أردت أن تحدث نقلة نوعية غير تقليدية، فإنك لن تستطيع أن تحدثها بنفس الإطارات النمطية، وهو ما يعيد إنتاج الماضي بصورة متفاوتة، وهو ما نرفضه". وأضاف جمعة "من تقدموا لمسابقة الأئمة 54 ألف خريج أزهري، تحتاج منهم الوزارة 3 آلاف إمام، وآليات الوزارة كثيرة للقضاء على العجز خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، إذا صدقت النوايا". تصفية حسابات شخصيّة باسم الأزهر سادت حالة من الغضب في صفوف الأئمة العاملين بنظام المكافأة، بعد صدور قرار بوقف تصاريحهم ما لم تجدد خلال شهرين، وعبر الأئمة عن استيائهم، ورفضهم الطريقة التي يتعامل بها وزير الأوقاف مع الأئمة والدعاة، وأكّدوا أن الوزير يصفى حسابات شخصية باسم الأزهر والدولة مع الأئمة المنضمين لجماعة الإخوان، ما يضر بأئمة آخرين عددهم بالآلاف، لا ينتمون للإخوان، ويعملون بالدعوة. ووصف عدد من قيادات الأحزاب قرار وزير الأوقاف إلغاء تصاريح الخطابة ل55 ألف إمام من العاملين بنظام المكافأة، ومنع إقامة صلاة الجمعة في الزوايا التي تقل عن 80 مترا، ب"ثورة تصحيح"، للخطاب الديني، وقال محمد أبو العلا، القيادي بالحزب الناصري، إن القرار يمنع الدعاة المتطرفين من استغلال المساجد والزوايا الضيقة في السياسية، ويوقف خطاب القتل والتحريض على الحرب الأهلية. وقال حامد جبر، القيادي بالتيار الشعبي، إن قرار الوزير تنظيمي لوقف العبث والتشدد، فيما طالب شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، جميع القوى السياسية بمساندة وزير الأوقاف. الأفضل للوزير الدعوة لإغلاق أكشاك السجائر انتقد المؤرخ السياسي الدكتور محمد الجوادي، قرار وزير الأوقاف بغلق عدد من المساجد ومنع آداء الصلاة بها بعد استبعاد خطبائها. وطرح الجوادي – في مجوعة تغريدات له – عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مجموعة من التساؤلات حول تبعات هذا القرار منها: "هل يستطيع الوزير اغلاق 55 ألف كشك سجائر؟ لو مساجد ممكن، وهل يستطيع الوزير إغلاق بار في ربع حجم زاوية؟". وقال الجوادي لأول مرة في تاريخ مصر أصغر الوزراء سناً هو وزير الأوقاف الذي توج حياته بإغلاق 55 ألف مسجد متفوقاً على أتاتورك ومائة أتاتورك مقتحماً موسوعة جينيس. مواقف ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي سَخِر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من قرار وزير الأوقاف بإغلاق الزوايا التي تقل مساحتها عن 80 مترًا. ووفق ما ذكرت صحيفة "المصريون" فقد أطلق النشطاء خبرًا ساخرًا تحت عنوان "القبض على ملتحي يصلي في زاوية مساحتها أقل من 80 مترًا". في ما وجه آخرون نصائح للمصلين تحت صيغة "وإنت رايح الجامع خد متر معاك وقيسه لو لقيته أقل من 80 مترًا اهرب منه بسرعة". في ما تساءل البعض ساخرًا "هو أنا لو صليت في زاوية أقل من 80 مترًا هل تجوز صلاتي في عرف وزير الأوقاف؟".