تحت شعار " كبار السن طاقة جديدة للتنمية " تحتفل تونس اليوم الثلاثاء غرّة أكتوبر 2013 باليوم العالمي للمسنين، تكريسا للخيارات الإنسانية النبيلة الهادفة إلى بناء مجتمع حداثي متوازن يتمتع كبار السن في إطاره بكل شروط الرعاية وأسباب الرفاه ومقتضيات ممارسة شيخوخة نشيطة ومتوازنة داخل الأسرة وفي المجتمع. وقد إختارت وزارة شؤون المرأة والأسرة هذا الشعار لإبراز مكانة المسنين في المجتمع وفي دفع نسق التنمية للبلاد ليرتقي بذلك دورهم إلى مستوى الطرف النشيط والفاعل في التنمية لتستفيد المجموعة الوطنية من قدراتهم. هذا وتؤكّد المنظّمة العالميّة للصحّة أنّ العالم يشهد تحولا ديمغرافيّا كبيرا حيث يبلغ حاليا عدد الأشخاص الذّين يفوق سنّهم 60 سنة فما فوق قرابة 600 مليون شخصا. ومن المتوقّع أن يتضاعف هذا الرقّم بحلول سنة 2025 في حين سيبلغ سنة 2050 ملياري نسمة أغلبها في البلدان النّامية. وفي هذا الإطار، تحرص تونس على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنّين نظرا لأهميّة هذه الفئة التي ستبلغ خلال سنة 2014 قرابة 11 بالمائة من مجموع السكان حسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء، وهي نسبة مرشحة لتصبح 15 بالمائة سنة 2025 و19.8 بالمائة سنة 2034. ومن المنتظر أن يرتفع معدل أمل الحياة عند الولادة من 74.7 عاما سنة 2010 إلى 80 عاما سنة 2029. كما يتواصل إرتفاع عدد المتقاعدين من 108 ألف متقاعدا سنة 1986 إلى 700 ألف حاليا. وتعتمد سياسة تونس في مجال الرعاية والنهوض بكبار السنّ على منظومة وقائيّة ورعائيّة متكاملة تضمن حقوق الإنسان وتوفّر لكبار السنّ مقومات العيش الكريم والتوازن النفسي والعاطفي وتثبّت دورهم ومساهمتهم الفعليّة في المسار التنموي بالبلاد. ومن هذا المنطلق، يحظى المسنون بامتيازات ومكاسب عديدة سواء على مستوى المنظومة التشريعية أو على مستوى البرامج الخصوصيّة والشّاملة التي تستهدف النّهوض بمختلف الجوانب المتعلّقة بالمسنّ الصحيّة منها والاجتماعيّة والاقتصاديّة. وقد أعدت وزارة شؤون المرأة والأسرة بالمناسبة، بالتعاون مع مختلف الهياكل والمنظمات الوطنية المعنية، برنامجا إحتفاليا ثريّا على المستويين الوطني والجهوي يتضمن تظاهرات إجتماعية وأخرى ترفيهية تثقيفية، وسينطلق البرنامج اليوم غرّة أكتوبر 2013 عبر تنظيم ندوة وطنية تحت شعار "كبار السن طاقة جديدة للتنمية " يشرف على افتتاح فعالياتها علي العريّض، رئيس الحكومة التونسيّة.