اعتبر محمد القوماني الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية أنّ الحوار الوطني الذي لا يملك من هذه الصفة سوى التسمية، يُبين عن حدوده ويفصح عن حقيقته بعد اعلان الرباعي الراعي تعليق أشغاله. ورأى القوماني أنّ الرباعي "الراعي للحوار" انتقل من الانحياز المفضوح والمكابرة في محاولة تمرير خارطة طريق غير عادلة وغير قابلة للتطبيق، إلى إعلان صريح لوصايته على القرار الوطني، ويعلّق الحوار المتعثر مهّددا ومتوعّدا. وبالنسبة إلى الأحزاب الكبيرة كما شاء القوماني أنّ يصفها اعتبر أنها انتقلت من تكتيك المعلن والمضمر والمخاتلة في الخطاب، إلى اللعب بالمكشوف والإفصاح عن تعارض الاستراتيجيات من خلال استحالة التوافق على شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة في انتظار بقية مطبّات تشكيل الحكومة وصيغ تزكيتها أو سحب الثقة منها في المجلس الوطني التأسيسي. والأحزاب الصغيرة كما أطلق عليها القوماني انتقلت حسب رأيه من محاولة لعب أدوار أكبر من أحجامها والتموقع في رهانات المشهد القادم، إلى اكتشاف لُعبة الكبار . وبيّن محمد القوماني أنّ فشل الحوار بعد شهر من جلسته الافتتاحية في إنجاز مهمتي الأسبوع الأول حسب خارطة الطريق، وهما إعلان الأعضاء التسعة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وإعلان الشخصية المستقلة لرئاسة الحكومة القادمة، لكن المحاورين والمتابعين بالطبع، يهتمون بعدم التوافق على رئيس الحكومة المفترض، ولا يهتمون بموضوع هيئة الانتخابات، وتلك عيّنة من تلازم المسارات وتزامنها. وأشار القوماني إلى أنّ حزب الإصلاح والتنمية رفض التوقيع المسبق على خارطة طريق لأنه رأى أنها بحاجة إلى تعديل أثناء الحوار، قائلا "واليوم نعلن مجددا تمسكنا بالحوار صيغة وحيدة لتجاوز الأزمة السياسية الحادة ببلادنا، لكن نريده حوارا وطنيا حقيقيا شكلا ومضمونا، ندعو كل القوى الصادقة، بما في ذلك أطرافا في الرباعي، إلى التعاون على تحقيقه في أقرب الآجال من أجل انتخابات عاجلة في مناخ أمني واجتماعي وسياسي مناسب، وبضمانات تجعل جميع المتنافسين يقبلون بنتائجها".