صرحّ أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري، اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2013 خلال ندوة صحفية، أنه كان يتوقع تعثر الحوار الوطني نظرا إلى معرفته الجيدة بالأحزاب المتحاورة، قائلا "إنّ الحوار لم يفشل وليس من حقنا أن نفشل لأنه قارب النجاة". ورأى الشابي أنه لا مجال لفشل الحوار الوطني باعتبار أنّ الفشل سيفتح الباب أمام المواجهة وهو ما من شأنه دفع البلاد إلى المجهول، قائلا "نحن ندعم الضغط السلمي لتحقيق الأهداف المرجوة حول انتقال السلطة بطريقة سلمية". وبيّن الشابي أنّ "الاختلاف القائم يعود إلى أنّ المعارضة تريد أن تطمئن على السير نحو انتخابات نزيهة مع تحييد الإدارة والشعور بالأمن والطرف الحاكم يريد بدوره أن تتوفر ضمانات لانتقال السلطة في إطار التوافق من يده إلى أياد مستقلة خوفا من سوء استخدام السلطة واضطهاده". واعتبر الشابي أنّ بحث الطرف الحاكم عن الضمانات حتى لا يقع الانحراف بالسلطة أمر مشروع لأنّ الأجواء مشحونة والاتهامات متبادلة ويمكن أنّ يتم سوء استخدام السلطة، وفق تعبيره. وقال أحمد نجيب الشابي إنّ الحل لتجاوز هذا الاختلاف هو توفير الثقة من الجانبين في شخصية قادرة على ترأس الحكومة وتحسن استخدام السلطة، مبيّنا أنّ الحزب الجمهوري يرى في أحمد المستيري شخصا محل ثقة ولا أحد يطعن في استقلاليته. وأشار الشابي إلى أنّ حزبه اقترح تشكيلة حكومية للخروج من تمسك كل طرف بمرشحه وذلك من خلال تنصيب أحمد المستيري رئيس حكومة ويكون محمد الناصر ومصطفى كمال النابلي مساعديه، موضحا أنّ هذا المقترح رحب به الائتلاف الحاكم لكنه لم يحظ بالتوافق. وحبشأن رفض الجبهة القطعي ترشيح أحمد المستيري، أفاد الشابي أنّ الرفض القطعي لا يساعد على إيجاد الحل، مشيرا إلى أنه التمس خلال لقائه اليوم برئيس حركة النهضة وجود مساعي للتفكير في حلول بديلة إذا تواصل التعثر. وكشف الشابي أنّ حركة النهضة أكّدت لحزبه تمسكها بأحمد المستيري، موضحا أنّ حزبه يمكن أن يتخلى عن مقرحه في حال وجد مقترحا آخر يحظى بالتوافق. وبخصوص اعتبار البعض أنّ الحزب الجمهوري فتح متنفسا لحركة النهضة من خلال دعم مقترحها، قال الشابي إنّ النهضة في وضع محرج وإنّ الجمهوري لم يفتح متنفسا للنهضة وإنما لتونس من أجل الخروج من الأزمة. ورأى القيادي في الحزب الجمهوري أنّ الوقت الراهن ليس لتحميل المسؤوليات لأيّ كان وإنما هو وقت توافق وبحث عن الحلول للخروج من الأزمة وإنجاح الحوار الوطني. وفي ما يتعلق بعلاقة الحزب الجمهوري بجبهة الانقاذ، أكّد الشابي أنّ الجمهوري متحالف مع مختلف الأحزاب في جبهة الانقاذ وليس هناك خشية من اختلاف الآراء. وأكّد الشابي أنّ للجمهوري على علاقة جيدة مع المنظمات الراعية للحوار التي بذلت مجهودا من أجل انجاح الحوار، مبيّنا أنه لا يعتقد أن تحل هذه المنظمات محل الاحزاب من حيث اقتراح الشخصيات لرئاسة الحكومة إلا في إطار تكاملها مع الأحزاب. وصرّح أحمد نجيب الشابي أنّ الحزب الجمهوري انطلق في اجراء المشاورات وسيلتقي غدا مع المنظمات الراعية للحوار وتحديدا مع حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل من أجل إيجاد أرضية جديدة للتوافق لتحديد رئيس الحكومة في مهلة لا تتجاوز الأسبوعين.