أعلن رئيس الحكومة حمادي الجبالي خلال افتتاحه اليوم الأربعاء 19 سبتمبر منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصال للجميع لسنة 2012 الذي ينعقد بتونس من 17 إلى 20 سبتمبر الجاري، أن تونس ستحتضن فعاليات المؤتمر الثالث لحرية الانترنت لسنة 2013 والذي تنظمه "كتلة دعم حرية التعبير على الانترنات"، مشيرا إلى انضمام تونس في جوان الماضي إلى هذه الكتلة وهي من بين الدول الستة الأعضاء المبادرين بعرض هذه المبادرة على مجلس حقوق الانسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 جوان الماضي. وقدم بالمناسبة لمحة عن واقع تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تونس مشيدا بدور هذه الوسائط في الثورة التونسية مؤكدا في ذات السياق أن تونسالجديدة تعمل على تحقيق أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات وخصوصا في مجال النفاذ إلى الشبكات لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية وضمان حرية الانترنات والإعلام والتعبير. كما شدّد رئيس الحكومة على عزم تونس الراسخ في مواصلة جهود الإصلاح في هذا المجال بتضافر جهود مختلف الأطراف الوطنية سيما في ظل وعي الجميع بأهمية تطوير المناخ المناسب السانح لاستخدام حر وعادل وسليم وآمن للمعلومات وتطبيقاتها مع الدعوة بالتوازي إلى ضرورة التعمق في مبادئ الحوكمة في هذا المجال. وبيّن الجبالي أن هذه التظاهرة ستكون فرصة للأطراف المعنية بالانترنت لإنشاء منتدى حوكمة خاص بشمال إفريقيا كفضاء لحوار متعدد الأطراف يرمي إلى تطوير الانترنت بهدف النهوض بالتنمية المستدامة، على غرار المنتديات التي تم تأسيسها على المستوى العربي والإفريقي. وأكد رئيس الحكومة في كلمته أنه لا مجال اليوم للتوظيف السياسي لتظاهرة بحجم هذه التظاهرة مثلما كان يوظفها النظام السابق سيما في دورتها الثانية المنعقدة بتونس سنة 2005 نظرا لأهمية مضامينها وأهدافها التنموية وتأكيدها على ضرورة تأمين نفاذ المواطنين إلى الشبكات خصوصا بدول الجنوب، معتبرا أنه يتعين الجزم بأن حق المعرفة والاتصال وحرية التعبير يعتبران مكسبا لا رجعة فيه وهو مكسب ناضلت من أجله الشعوب كما هو الحال في تونس منذ ما يزيد عن نصف قرن. وفي هذا السياق أشار رئيس الحكومة الى أن حركة الانترنت بتونس شهدت ارتفاعا بنسبة 64./. بين سنتي 2010/2011 كمفعول مباشر لانفتاح الانترنت والعدول على المراقبة على الشبكة كما أن نفس الحركة شهدت نموا بنسبة 25./. في نهاية السداسية الأولى من 2012 بنفس الفترة من سنة 2011. كما نبّه الجبالي إلى أهمية تفعيل الاستراتيجيات والآليات التشريعية والتنظيمية من أجل بناء متناغم لمجتمع الاتصال والمعلومات والاقتصاد والثقافة الرقمية، مبرزا أن رهان الشعب التونسي والشعوب العربية والإفريقية بصفة عامة من خلال بناء مسار مجتمع المعلومات والمعرفة هو أيضا توفير أسباب الكرامة بتثبيت روح المواطنة والإنفتاح. كما أبرز حمادي الجبالي أهمية المنتدى في دورته السادسة في صيغته الجديدة التي تتزامن مع انطلاق العمل التقييمي لما تم انجازه حول مجتمع المعلومات، مبينا أنها تظاهرة تهم كل الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة للمساهمة في تعزيز قطاع تكنولوجيا والاتصال وذلك من خلال المواضيع والتوصيات الصادرة عن المنتدى، مؤكدا وعي تونس بأهمية تفعيل توجهات القمة العالمية سيما فيما يتعلق بتحقيق أهداف الألفية التنموية والحفاظ على الطابع الشمولي للثقافة الرقمية والسعي إلى تطوير الاقتصاد الرقمي. ودعا رئيس الحكومة في ختام كلمته إلى الإسراع بتنفيذ أجندا تونس من خلال وضع برامج تعاون بين كل المتدخلين على المستوى الاقليمي والدولي ومتابعة نتائج القمة كميا ونوعيا بالاشتراك مع كافة الأطراف المعنية ومساندة جهود الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص لبلوغ أهداف القمة العالمية في غضون سنة 2015. و من جهته بيّن المنجي مرزوق وزير تكنولوجيا الاتصال في مداخلته أن فضاء تكنولوجيا المعلومات والاتصال للجميع 2012 سيكون هذه السنة فضاء عربيا وإفريقيا مفتوحا لكافة الاطراف المعنية ببناء مجتمع جديد أساسه النفاذ العادل و الشامل و الدائم لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، منوها بدور هذه الأخيرة في توفير الخدمات الاتصالية وخاصة في المساهمة الفعالة في تحقيق النمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي و خلق الثروات وفي التحولات التاريخية التي شهدتها المنطقة العربية و بفضلها تم إرساء النمط الديمقراطي. وأكد وزير تكنولوجيا الاتصال أن مفهوم الثقافة الرقمية وإرساء مجتمع المعلومات سيكون إحدى أهم محاور أشغال المنتدى،وستكون هذه المرحلة التقييمية لأجندا تونس 2005 من مخرجات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي ستمتد من سنة 2013 الى سنة 2015 من أفضل المناسبات لإبراز ما قامت به البلدان العربية والإفريقية في بناء مجتمع المعلومات.هذا و قد شاركت عدة اطراف و جهات وطنية ودولية في هذه التظاهرة التي تمتد على مدى أربعة أيام وتخلل جلسة اليوم تدشين رئيس الحكومة حمادي الجبالي للمعرض الذي يضم مختلف الورشات و المؤسسات المعنية بالتكنولوجيا الرقمية.