شهد جمهور مهرجان أبوظبي 2012 الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ليلة استثنائية مساء الأمس في مسرح قصر الإمارات، عندما قدم أستاذ العود العربي الفنان الموسيقار نصير شمه عرضاً ساحراً أبهر به الحضور وأخذهم في رحلة خيالية عبر عوالم الإيقاع العذب برفقة مجموعة من كبار الموسيقيين العالميين من إيطاليا، إسبانيا، الولاياتالمتحدة، اليونان كولومبيا وبورتوريكو، وذلك في عرض هو الأول عالمياً بتكليف حصري من مهرجان أبوظبي، ليكون خير تجسيد لشعار الدورة التاسعة من المهرجان "العالم في حوار"، ويقدم للجمهور إحدى أجمل ليالي الإبداع الموسيقي التي لا تنسى. وبهذه المناسبة، قالت سعادة هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: " قدَم أستاذ العود العربي المبدع نصير شمة وفرقة الموسيقى العالمية عرضاً غاية في الرقي والروعة الموسيقية جمع بشكل بديع بين ألحان الموسيقى الشرق أوسطية ونظيرتها الغربية، والأمريكو لاتينية، ونحن فخورون بتقديم هذا العرض للمرة الأولى عالمياً وبتكليف حصري عبر مهرجان أبوظبي سيمفونية الثقافات العالمية المنفتحة دوماً على عوالم الإبداع الفني والثقافي في العالم". وبدأ العرض بعزف منفرد أداه نصير شمه بعنوان "بعيداً عن الحزن" اختتم بعده الجزء الأول بعرض ضم إلى جوار نصير شمه سبعة من العازفين الإماراتيين قدموا مقطوعة موسيقية عذبة بعنوان "الاتحاد"، وهي من وحي "روح الاتحاد" الذي كان شعار احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني الأربعين، ثم افتتح الجزء الثاني من الأمسية بعنوان "رحلة الأرواح"، وهي مقطوعة موسيقية تعد تجربة روحية فريدة، اختتمت بعدها الفرقة بعزف ارتجالي منفرد قام بتأديته العازفون كلاً بدوره، ليعود الجميع بعد ذلك إلى الالتحام مجدداً في خاتمة كبرى ونهائية. ويعد عازف العود العراقي المبدع الموسيقار نصير شمه، من أهم أساتذة عزف وتدريس العود في العالم، وهو أول من صنع العود المثمَن الأوتار بدلاً من السداسي الأوتار، ليضيف المزيد من القدرات الموسيقية الرائعة لهذه الآلة الموسيقية البديعة، وقدم الرائع شمه خلال مسيرته الفنية الطويلة العديد من الحفلات التي أبهر بها الجمهور بعزفه المتفرّد في مختلف أنحاء العالم، كما شارك في تأليف العديد من المقطوعات الموسيقية لأعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية عديدة. وحول مشاركته في المهرجان يقول الفنان نصير شمه: "دوماً أشعر بالسعادة عند تقديم موسيقاي في المنطقة العربية، فالموسيقى هي امتداد خفي للناس وانعكاس بديع لثقافاتهم المتنوًعة، ولقد أتاحت لي المشاركة في الدورة التاسعة من المهرجان، تقديم تجربة موسيقية جديدة تمكنت خلالها من مزج عناصر الإبداع التراثي الموسيقي الشرق أوسطي مع مؤثرات موسيقية من مختلف أنحاء العالم". ورافق المبدع نصير شمه في الأمسية فنانون مبدعون ضمن فرقة الموسيقى العالمية منهم، عازف الغيتار الرائع نينيو خوسيلي، وقارع الطبل بيرتو ريكان، ومبدع الجاز العالمي جيوفاني هيدالغو الذي قدم من قبل عروضاً إلى جانب أسطورة الجاز ديزي غيليسبيو، كما ضمت الفرقة المبدع الأمريكي المولد مايلز جاي الذي تفرَد في مزج ألحان الموسيقى العربية بالجاز والموسيقى الكلاسيكية، وقدم عروضه إلى جانب مبدعين أمثال يوسو ندور، زياد الرحباني، وفتحي سلامة. كما شارك ضمن فرقة الموسيقى العالمية أيضاً، فاسيليس ساليس، عازف الكلارينيت الأول في اليونان، والمؤلف الموسيقي إدمار كاستينيدا المعروف عالمياً بمهارات عزفه الساحر على القيثارة، وعازف البيانو الإيطالي المتألق تشيزاري بيكو، وآخرون من كبار الموسيقيين في العالم، والذين تألقوا جميعاً برفقة نصير شمه، وأطربوا الجمهور بأمسية فنية من أروع ما يمكن أن تقدمه الموسيقى من ألحان.
