في أجواء نقابية وعمّالية منعشة انعقد يوم السبت الماضي مؤتمر النقابة العامة لعملة التربية تحت اشراف الأخوين محمد سعد الأمين العام بالنيابة والمولدي الجندوبي رئيس المؤتمر. ولدى افتتاحه للمؤتمر أبرز الأخ محمد سعد دور عملة التربية داخل المنظمة الشغيلة وفي المنظومة التربوية مؤكدا أنّ كافة القطاعات متساوية داخل الاتحاد ولديها كلّ الحظوة والتقدير. وتحدّث الأخ محمد سعد عن دور المنظمة في الدفاع عن حقوق الشغالين مشيرا إلى الملفات الكبرى التي تنهمك أقسام الإتحاد في إعدادها على غرار اصلاح أنظمة التقاعد وتحسين أداء النظام الجديد للتأمين على المرض عبر إرساء منظومة صحية عادلة من خلال خارطة صحية متساوية بين كافة الجهات وتأهيل القطاع الصحي. وأكّد الأخ الأمين العام بالنيابة حرص المنظمة على إرساء نظام جبائي أكثر عدالة بين الفئات الاجتماعية حتى لا تثقل كاهل الأُجراء فحسب. ودعا الأخ محمد سعد إلى مساهمة الشغالين بأكثر كثافة في التبرّع من أجل انجاز دار الاتحاد، هذا الحلم الذي سيصبح حقيقة بفضل عزيمة الشغالين بالفكر وبالساعد. ولدى حديثه عن المكاسب التي حققتها المنظمة الشغيلة أكّد الأمين العام بالنيابة حرص قيادة الاتحاد على مواصلة خيار الديمقراطية وحرية التعبير داخل المنظمة وهذا ما تبرزه المؤتمرات الديمقراطية والشفافة التي تشهدها دور الاتحاد في كافة القطاعات والجهات والتي لا سلطات عليها سوى سلطة المؤتمرين، مبرزا أهمية مواصلة هذا التمشّي الديمقراطي في اطار احترام قانون المنظمة الفيصل بين الجميع. وأبرز الأخ محمد سعد الإشعاع الدولي الذي تحظى به المنظمة في كافة الأقطار وحرصها على أن تلعب دورها على الصعيد الخارجي دفاعا عن منظمات نقابية ديمقراطية، كما بيّن الدعم المتواصل الذي تقدّمه المنظمة لفائدة القضايا العربية وقضايا التحرّر في العالم مشيرا إلى القافلة التي حملها مناضلو الاتحاد إلى غزّة باسم شغالي الاتحاد العام التونسي للشغل وهي حركة تؤكد على أنّ المنظمة الشغيلة ستبقى نصيرًا للقضايا العربية. منافسة بين قائمتين شهد المؤتمر منافسة شديدة بين قائمتين وكانت أغلب التدخلات تصبّ في اتجاه انتخابي والبحث عن حلول وأفكار لدفع العمل النقابي داخل النقابة العامة التي فاق عدد منخرطيها 10 آلاف منخرط. ورغم أنّ التنافس كان على أشدّه بين القائمتين إلاّ أنّ النوّاب كانوا حريصين على الوحدة وإحداث نقلة نوعية داخل هذا القطاع العمّالي الذي مازال يناضل من أجل تعزيز المكتسبات. النقاش أبرز أنّ عديد الملفات مازالت مفتوحة داخل القطاع خصوصا فيما تعلّق بإسناد المنح الجامعية فهل يعقل أن يبقى العدد 75 منحة لأبناء عملة التربية الذي يفوق عددهم 18 ألف عامل وعاملة وقد كانت هذه النقطة محلّ متابعة ونقاش كبيرين داخل القاعة. وهل يعقل أنّ بعض الأصناف داخل قطاع عملة التربية مازالت تطالب ب»باكو« الحليب أو بلباس الشغل؟ ويبرز من خلال النقاشات أنّ عدد عملة التربية مازال دون المأمول ممّا جعل النوّاب يطالبون بتلافي هذا النقص في الإطار. ومن المعضلات التي يواجهها القطاع وربّما كافة العاملين في الوظيفة العمومية موضوع الترقيات بين الأصناف، وهي مسألة تؤرق أبناء القطاع باعتبار وجود بعض الأصناف التي تشهد ترقيات منذ أمد طويل. وتمّ الحديث أثناء النقاشات عن »غول المناولة« الذي بدأ يداهم القطاع ممّا يمثّل خطرا لابدّ من مقاومته. وطالب النوّاب بتحسين أداء نظام التأمين على المرض عبر إرساء منظومة صحية أكثر عدالة بين كافة الجهات، كما تمّ التأكيد على ضرورة المحافظة على الصناديق الاجتماعية وإنقاذها من خطر الإفلاس والعجز. وتحدّث الأخوة النوّاب عن ملف اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد مطالبين بمحاكمة الجناة، كما أكّدوا ضرورة مزيد تعزيز الديمقراطية وحرية التعبير داخل المنظمة باعتبار أنّ الاتحاد فضاء لكافة الحساسيات الفكرية في البلاد وذلك مع احترام قانون المنظمة. وأكّد النواب على ضرورة ربط الزيادات في الأجور بالإرتفاع المتواصل للأسعار خصوصا في المواد الإستهلاكية مؤكدين أنّ أجور عملة الدولة لم تعد تفي بالحاجة في ظلّ الأسعار المرتفعة وغلاء المعيشة، كما تمّت المطالبة بحق الشغالين في حصص تلفزية وإذاعية. وطالب النوّاب بإرجاع المطرودين في الحوض المنجمي إلى سالف عملهم من أجل طي الملف بصفة نهائية. وأبرز المؤتمر وجود إطارات نقابية مناضلة ومتكوّنة داخل هذا القطاع العمّالي أكّدت أنّها لم تعد ترغب في رغيف خبز أو بنطلون فحسب بل تطالب بحقّها في أجور أفضل وظروف عمل لائقة. وكان الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدواوين والمنشآت العمومية قد حيّى نضالات هذا القطاع وقيمة الخطاب داخل المؤتمر مبيّنا أنّ عملة التربية يحتاجون إلى مزيد من الدعم باعتبارهم قطاعا فاعلا نجح في تعزيز مكاسب وفي الحفاظ على نضالية أبنائه في اطار وعي نقابي متجذّر. وأكّد الأخ الأمين العام المساعد حرص قيادة الإتحاد على تعزيز مكاسب العمّال وتقوية الإنتساب للمنظمة عبر تكريس الديمقراطية وحرية التعبير والرأي المخالف وهو حرص متجدّد داخل القيادة لايمكن لأحد أن ينكره فالمؤتمرات في القطاعات والجهات تؤكد ذلك حيث دارت في أجواء تنافسية ودون طعون تذكر. من ناحية أخرى أكّد الأخ المولدي الجندوبي أنّ الإتحاد يدافع عن عودة الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إلى سالف نشاطها باعتبارها مكسبا مذكّرا بدعوة المنظمة إلى إرجاع مطرودي الحوض المنجمي إلى سالف عملهم، مؤكدا الدور الذي قامت به قيادة المنظمة في إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي، إيمانا منها بأحقية الجهات الداخلية في تنمية متكاملة بكافة أبعادها. وجدّد الأخ رئيس المؤتمر حرص المنظمة على إعلام سمعي وبصري أكثر تطوّرا يعيد للاتحاد حصصه الإذاعية والتلفزية، كما بيّن ضرورة أن يكون الإعلام النقابي رافعا لنضالات العمّال. وأكّد على أنّ للمنظمة ملفات عديدة تهمّ التشغيل والتقاعد والجباية وصندوق المسرحين من العمل. وأوضح الأخ المولدي الجندوبي أنّ تعدّد الملفات النقابية الموجودة في »الأجندا« النقابية يؤكد أنّ للإتحاد له اهتمامات أكبر من رغيف الخبز والبنطلون باعتباره يحمل فكرا نيّرا وقضيّة دفاع عن العمّال وعن الحريات الفردية والعامة وهو إرث تركه فرحات حشاد الزعيم النقابي والوطني ممّا يستدعي المحافظة عليه، وهنا أكّد الأخ الجندوبي حرص المنظمة على تتبّع قتلة حشاد عبر رفع قضيّة عدلية. وأبرز الأخ الجندوبي أنّ الإتحاد وفّق في تعزيز علاقاته الدولية بفضل نضالاته وتاريخه الحافل بالإنجازات لفائدة القضايا الوطنية والقومية وهي نقطة مضيئة في الحركة النقابية التونسية. وشهد المؤتمر كذلك كلمة الأخ المنصف الحسناوي الكاتب العام المتخلّي الذي أبرز ما تمّ تحقيقه في سلّم الترقيات وفي الكتب المدرسية لفائدة أبناء عملة التربية داعيا إلى الوحدة ودعم المكاسب. تكريم بمناسبة المؤتمر تمّ تكريم ثلّة من مناضلي القطاع من الذين قدّموا تضحيات لفائدة عملة التربية وقد بلغوا سن التقاعد وهم: الشاذلي العيّاري، رضا الأرناؤوط، محمد الهادي البجاوي والمزوغي المحمدي. المكتب الجديد لنقابة عملة التربية عبد الحفيظ الديناري (الكتابة العامة) العيد الميساوي (النظام الداخلي) لطفي العطواني (المالية) محمد العجرودي (الاعلام والنشر) المولدي البجاوي (الدراسات والتشريع) المنصف بلحولة (التكوين النقابي والتثقيف العمّالي) الحبيب عبد اللاوي (الصحّة والسلامة المهنية) محمد العربي الذوّادي (العلاقات الخارجية) المنصف الحسناوي