كما أشرنا في تقريرنا منذ الاسبوع الماضي احتفل الشغالون بالفكر والساعد في جهة المنستير يوم الخميس الماضي بالذكرى الرابعة والستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك بمقر الاتحاد الجهوي وباشراف الاخ عبيد البريكي عضو المركزية النقابية. الحفل حضره جمع غفير من العمال والاطارات النقابية بالجهة يتقدمهم الاخ سعيد يوسف الذي افتتح الاحتفالية بكلمة عبّر فيها عن سعادته بهذه المناسبة التي تساهم ككل عام في مزيد التماسك النقابي والالتفاف حول المنظمة ورجالاتها وهياكلها.. وأكد في كلمته أن الذكرى لا تعبّر بالضرورة على التعلق بالماضي فقط بل تتجاوز ذلك لتستلهم منها الاجيال العبرة وتستخلص الدروس من نضالات وتضحيات رجال، منهم من عُذّب ومنهم من سُجن ومنهم من لُوحق ومنهم من أطرد وحرم قوت يومه ومنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر.. هؤلاء أسّسوا لغد أرادوه مشرقا، ناصعا، مبشرا وهو ما نرى نتائجه اليوم بذلك الثقل الذي تمثله منظمتنا على مستويات عدة سياسية واجتماعية وثقافية... وهو عمل لا يخضع لتأثير من أحد، تماما كما بُعث الاتحاد للوجود حيث لم يولد اتحادنا بتأشيرة من أحد بل ولد من رحم معاناة العامل ومن عذابات الشعب الرّازح تحت نير الاستعمار. وختم الاخ سعيد تدخله بالدعوة الى مزيد التراص والتوافق النقابي والتوحّد من أجل قادم افضل.. ❊ كما الأمس... إثر ذلك أحيلت الكلمة إلى الأخ عبيد البريكي الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي ساهم في الاحتفالية بمداخلة بليغة وقيمة ذكّر في مستهلها بأن شهر جانفي هذا، يكاد يكون من »الاشهر الحرم« في تاريخ المنظمة حيث شهد هذا الشهر على امتداد العقود الاخيرة احداثا يعتبرها البعض محطات هامة ومفصلية في تاريخ الحركة النقابية الوطنية ومن بينها احداث 3 جانفي، وأحداث 20 جانفي تاريخ تأسيس الاتحاد واضراب 26 جانفي وغيرها من الاحداث التي اتى عليها الزمن ولم يأت على آثارها وأبعادها... الاخ عبيد أكد أن هذه الذكرى (تأسيس الاتحاد) واحياءها ليس للتمجيد والسرد البارد للتاريخ ورواية الاحداث »للتخريف« وانما للاتعاظ منها واستخلاص العبرة فهي احداث ووقائع تحث على السعي لخلق الاضافة ودرء اليأس وتجديد الامل والثقة بالنفس ولا أدلّ على ذلك من هذا الاصرار على النضال والتضحية رغم الكبوات واحجار العثرة والنتوءات التي أدمت اقدام النضال. ولكنها لم تحبسه، ولم توقفه رغم جلد السياط وسيل الدماء، ولمن لا يعرف ولا يريد ان يدرك يقول الاخ عبيد عليه ان يتوقف عند جامعة علوم العملة ومحمد علي الحامي، مرورا بتجربة القناوي وصولا الى حشاد الذي بلا عقد لم يجحد ولم يطمس ولم يمحو اثار التجارب والرجال عندما قال ذات يوم »انا آخذ الدروس من المعلّم الحامي« لينخرط (أي حشاد) في مسيرة نضالية متطورة تجمع اجمل وأعقد واجهتين في تاريخ الشعوب وهما التحرر والحرية للوطن، والكرامةلاهله وعلى رأسهم الكادحين والعمال وهو ما ذهب له الطاهر الحداد في »العمال التونسيون« ويتجلّى في ذلك المأثور عن الزعيم حشاد »نحن لا نناضل من أجل بنطلون او »راسيون« خبز لكن نناضل من أجل طرد الاستعمار الفرنسي، هذا العدو الجاثم على صدر الشعب التونسي«. ❊ ملكيّة.. تونسية الأخ عبيد خَلُصَ في نهاية مداخلته الى أن الاتحاد ملك مشاع للشعب التونسي على امتداد خارطةالوطن حيث لا يمكن للعُرّى ان تنفصل من عيّاري الشمال الغربي الى قناوي الجنوب مرورا بحشاد القراقنة والصفاقسية وحامي القوابسية وتليلي القفاصة وبن صالح الساحل وصولا الى تلك الشهيدة ذات التوأم في النفيضة.