احتفالاتنا هذه السنة بالعيد الوطني للطفولة لم تكن كسابقاتها في المواسم الماضية حيث اختلفت فعالياتها هذه السنة عن التي سبقتها.. وتجاوزت التظاهرات بمظهرها الاحتفالي التنشيطي الى مشهد آخر إعلامي ثقافي غاية في الجديّة والأهمية حاز على اهتمام الكبار قبل الصغار خاصة فيما يتعلق بالثقافة الرقمية التي تجلت ملامحها في المسابقة الوطنية للاعلامية الموجهة للطفل والتي بلغت هذه السنة دورتها السابعة بمدينة العلوم بتونس منذ أسبوعين والتي شارك فيها جمع كبير من الاطفال من مختلف انحاء الجمهورية ومن أبناء جاليتنا بالمهجر صحبة مؤطريهم في المراكز الجهوية للاعلامية الموجهة للطفل وكان محور اهتمامها التدخين ومخاطره على الفرد والمحيط.. ولئن كانت جلّ المشاركات ايجابية وأحاطت بالموضوع فإن القائمين على المسابقة أبهروا بما تفتقت عليه قريحة أشبال المركز الجهوي بالمنستير الذين كان حاسوبهم محطّ اهتمام كلّ الزوار مما يسرّ مهمة لجنة التحكيم في اسنادها المنستير جائزة الامتياز. عن هذا المشروع الفائز حدثنا التلميذ حسام الدين هنيّة مؤكدا أن ما بذله وصحبه (إيمان البحوري، محمد علي السطمبولي ومنال السطمبولي) من جهد ينمّ عن احساسهم وادراكهم لاهمية موضوع المسابقة وهي آفة التدخين مما حفزهم لانجاز مشروعهم الذي هو عبارة عن «سيناريو» وحوار بين منشطة تلفزيونية وسجارة تخللته مشاركات هاتفية و «سكاتشات» لإبراز مدى تأثير هذه الآفة على صحة الجسم أوّلا حيث تم تقمص أدوار الرئتين، والقلب والعضلات، والجهاز الهضمي... ليبث كل عضو شكواه.. أما تأثيره على الأسرة فكان المشهد بليغا وغاية في الطرافة عندما وجد أحد الرجال نفسه في مفترق طرق وعليه ان يختار بين أمرين الزوجة والأولاد، أو السيجارة.. فأختلط الكوميدي بالتراجيدي ليفرز الرسائل الهادفة والمضامين المهمة. المفاجأة الاكبر هي بلا شكّ تلك الجائزة الدولية التي أسندت لنفس الأشبال ونفس المركز (المنستير) إثر فوزهم بالجائزة الأولى في المسابقة العالمية التي ينظمها الإتحاد العربي للنشر «الإلكتروني» ويقع مقره بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة... هذه المسابقة كان عنوانها «المبدع العربي الصغير» والتي توفر 10 جوائز فاز منها مركز المنستير بثلاثة (الأولى والثالثة والخامسة). توصية هامة كما أسلفنا فإنّ «السكاتش / اللوحة» والمتعلق بتأثير التدخين على الاسرة كان بليغا ومعبرا.. وقد أوصى القائمون على التظاهرة بضرورة تمرير المشروع الى الأجهزة الإعلامية والجهات ذات الصلة على غرار وزارة الصحّة ووزارة الشؤون الاجتماعية والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية ذات الإهتمام بالموضوع... وقد عبر القائمون على مركز المنستير عن إستعدادهم للتواصل مع من يرغب في ذلك.