احتفالا باليوم العالمي للمرأة 8 مارس، نظّم قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات بالتنسيق مع المكتب الوطني للمرأة العاملة، يوم 12 مارس الجاري بقاعة أحمد التليلي بدار الاتحاد بتونس العاصمة، مائدة مستديرة تناولت سبل تدعيم مكانة المرأة النقابية في هياكل القرار والتسيير في الإتحاد العام التونسي للشغل. وحضر هذا اللقاء الذي أشرف عليه المسؤول عن القسم الأمين العام المساعد الأخ المنصف اليعقوبي، الأمناء العامون المساعدون الإخوة المولدي الجندوبي، محمد سعد، عبيد البريكي ورضا بوزريبة إلى جانب الإتحادات الجهوية بكل من المهدية وزغوان وقبلي وبنزرت وتونس وعديد الشخصيات الوطنية المنتمية إلى المجتمع المدني. نساء عاملات نقابيات، جئن للإحتفال بعيدهن، بأحسن احتفال، جئن من عديد القطاعات والجهات ليتذكّرن أول تحرك من أجل حقوق النساء العاملات وحقوقهنّ مع الرجل العامل. الأخ المنصف اليعقوبي أبرز أهمية المرأة في المجتمع وفي تونس وفي الإتحاد العام التونسي للشغل وأشار إلى أنها، للأسف مغيّبة على مستوى تحمل المسؤوليّة بالرغم من نضاليتها المتميّزة مقارنة بالرجل العامل في عديد الظروف وما تتميّز به أيضا من طاقات وثقافة وجرأة. مسألة تحمل مسؤوليات القرار والسير في الاتحاد كانت الأطروحة المطروحة في هذه المائدة المستديرة، وهو ما أتت عليه الأخت منجية الزبيدي في مداخلتها وتساءلت عن الأسباب المأدّية لذلك والعوائق التي تقف أمام المرأة العاملة لتحمل مسؤوليات متقدّمة في الدفاع عن الطبقة الشغيلة عموما. ❊ معاناة وتحدّ نساء عاملات، نقابيات، كنّ جريئات في مداخلتهن التي أدانت جلّها الإستغلال الفاحش على مستوى الشغل من طرف أصحاب العمل والحيف الذي تلاقيه العاملات، ومازاد الطين بلّة، هو العقلية التي تدافع عن دونية المرأة على مستوى الأجور والتغطية الإجتماعية والصحة والسلامة المهنيّة، هذه المعاناة التي تعانيها المرأة لا لشيء إلا لأنها إمرأة. المرأة أيضا كانت ضحية للطرد من الشغل من أجل أفكارها، وفي أحيان عديدة للقمع والتسلط على عديد الواجهات وقد أكدت عديد المداخلات أن تحرير المرأة هو الطريق للحرية والديمقراطية في المجتمع ولعلّ ما عانته المرأة في قضية الحوض المنجمي يعدّ تواصلا لما عانته نفس المرأة في أحداث النفيضة سابقا وأحداث صفاقس في 5 أوت لتُقيم الدليل على أنّها أحسن داعم للإتحاد العام التونسي للشغل وقت أزماته وأحسن داعم لمطالب المجتمع... ❊ دلالات أرقام عديدة ودلالات، وضعتها النساء النقابيات على طاولة الدرس، فبالرغم من انخراط المرأة العاملة في الإتحاد بشكل كبير وخوضها لنضالات متقدّمة مقارنة مع الرجل فلا نجدها، بسبب عقلية لا نفهمها، في مراكز قرار أو مراكز تسيير بالشكل المطلوب. وهذا نفس الأمر الذي دفع النساء النقابيات الحاضرات للدعوة إلى أحقية المرأة بمركز قرار وتغيير العقليات البالية التي تعيق هذا الهدف وتعيق نهضة فعليّة للمرأة العاملة. ولقد فكّرت العديدات، خلال هذه المائدة المستديرة، من أجل تدعيم مكانتهنّ جنبا إلى جنب مع الرّجل العامل، فكّرن في تطوير الاتصال بينهنّ وتنسيق مطالبهنّ ونضالاتهنّ والإرتقاء أكثر بكفائتهنّ وتأسيس تضامن فعلي بينهنّ سواء على المستوى النضالي خاصة في القطاع الخاص أو على مستوى فرض أنفسهنّ في فضاء التسيير والقرار. لقد أكدت هذه المائدة المستديرة ضرورة خلق تمييز إيجابي للمرأة يقطع مع التمييز الرجعي المعروف وهذا التمييز الذي إن تم إيجاده في منظمة عريقة كالإتحاد العام التونسي للشغل سيقيها قطعا من بعض الممارسات العرجاء التي لا تتكئ الا على عصا الرجل، وهي المحتاجة دوما وأبدا الى عصى أخرى تطوّرها وتطعّمها بجرأة من نوع آخر، جرأة تحدث عنها الطاهر الحداد في وقت من الأوقات، جرأة ستؤسس لعلاقة تكاملية بين المرأة العاملة والرجل العامل وتدفع إلى تطوير وتقوية منظمتهما النقابية وتدعّمها لتواصل رسالتها النبيلة في الدفاع عن الشغيلة وعموم الشعب التونسي. ❊ الفن الملتزم في الموعد في اليوم الثاني للإحتفال، بعيد المرأة العالمي، كان الفن الملتزم حاضرا، بحناجر أولاد المناجم، التي غرّدت بأحلى الأغاني حول المرأة، والفتاة والطالبة المناضلة والنساء الفلسطينيات والعراقيات المقاومات وكل نساء المعمورة المستغلاّت اللاتي يعشن التمييز كل لحظة وكل يوم. لقد مثّل الحفل تلاقحا بإمتياز، بين نساء من عدّة أجيال وأعمار، كلّهن غنّين أغاني الحريّة وتذكّرن جميلة بوحيرد، دلال المغربي، أحلام مستغانمي ومنوبية الورتاني وتعاهدنّ على مواصلة النضال من أجل ضرب التمييز من جذوره وتدعيم مكانتهنّ في الدفاع عن الحريّة والكرامة.