قد تكون النقابة العامّة للضمان الإجتماعي بإختيارها لشعار »وحدة، نضال وإستقلاليّة« أن تبعث برسالتين على الأقل إلى نواب مؤتمرها المنعقد يوم الثلاثاء 30 مارس بالحمامات برئاسة الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للإتحاد العام فالرسالة الأولى وهي موجهة إلى النواب أساسا وتعرب عن تمسك النقابة العامة بالمسار التاريخي النضالي للقطاع الذي أفرز مكاسب وانجازات لم يتنكر لها أي نائب، أمّا الرّسالة الثانية وهي التي قد تكون توجهت بها النقابة العامة الى الرأي العام النقابي عامّة للتأكيد على ظرفيّة الواقع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي الذي يتطلب الوحدة والنضال والإستقلاليّة من أجل عمل جماعي يتحدى كلّ أشكال الهيمنة والإستغلال والقمع ويتمسك بالنضال الشرعي والدفاع المستميت عن إستقلاليّة الإتحاد ومكاسبه الإجتماعيّة والنقابيّة... في ضوء هذه القراءة للشعار أطر لأشغال المؤتمر الأخ عبد السلام جراد الامين العام للإتحاد العام بكلمة حفزت نقاشا عميقا ومستفيضا حول خصوصيات القطاع وأمهات القضايا المطروحة على الإتحاد والساحة النقابيّة (انظر نص الكلمة) كان ذلك في جلسة الإفتتاح التي شهدت تكريم بعض أبناء القطاع وهم المرحوم العربي الطويري والصادق مهني وحسين بن عمار وسعود الجابري وحسين الهمامي. ❊ من أجل رؤية بناءة لكل الملفات انطلقت الاشغال الفعليّة للمؤتمر بعد أن تمت المصادقة بالاجماع على تقرير لجنة فحص النيابات وفرز الأصوات بقراءة للتقريرين الادبي والمالي ومن أبرز ما جاء في كلمة الأخ بلقاسم الجمني الكاتب العام للنقابة العامّة للضمان الإجتماعي ان النقابة خاضت منذ تأسيسها جولتين من المفاوضات الاجتماعية أبدت فيها أداء جديا ومسؤولا بتشريك فعلي للقواعد في كل مراحل التفاوض، ونوّه بنضالية القطاع وبالنجاح الذي سجله إضراب 30 مارس 2006 وكذلك اضراب 3 جوان 2009 والذي دفع إلى تحويل دفة الحوار مع النقابة من أروقة الادارة الى مكاتب الوزارة وهو دليل على مدى ما أصبح يحظى به العمل النقابي داخل القطاع من احترام وتقدير ومسؤولية وضمن هذا التوجه عدد المكاسب والمطالب التي تحققت للقطاع ثم جاء على مواقف النقابة العامة من عدة ملفات وطنيّة وأهمها ملف التأمين على المرض وملف إصلاح أنظمة التقاعد داعيا الى رؤية مجتمعية بناءة تصوغ بدائل عملية قابلة للانجاز كما جاء على مجال تحرك النقابة في الدفاع عن الحريات وعن مقومات وأسس المجتمع المدني مذكرا بالموقف القطاعي من قضية الحوض المنجمي والاساتذة المطرودين. ❊ خصوصيات والمطالب العامة عبء على الجميع محاور الكلمة التي ألقاها الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد ونقاط الارتكاز في تقرير الاخ بلقاسم الجمني شرعت لنقاشات عميقة ومستفيضة تواصلت على مدى اكثر من ثلاث ساعات يمكن أن نخلص منها الى ما يلي بأسلوب برقي: ❊ مراجعة دورية التفاوض الممتد على مدى ثلاث سنوات واستعمال حقّ الاضراب كلما فرضته الحاجة لقطع الطريق أمام سياسة ربح الوقت. ❊ تمثيلية النقابة العامة في مجالس إدارات الصناديق. ❊ إعادة حقّ من قبلن بالعمل نصف الوقت في التمتع بمقتطعات المطاعم. ❊ سحب منحة العدوى على العاملين بالصندوق الوطني للتأمين على المرض. ❊ مراجعة سياسة تأهيل مصحات الضمان الاجتماعي وتحسين ظروف العمل بها. ❊ التعجيل بإجراءات واقعيّة ورائدة لمجابهة وضع التقاعد. ❊ فتح ابواب الانتداب وتعويض المتقاعدين وإعطاء الاولوية لابناء عمال القطاع. ❊ تسوية وضعيّة السواق في مجال تحديد ساعات العمل وصرف منح الساعات الإضافية. ❊ مزيد احكام الفصل الخاص بالرسكلة والتكوين... إضافة الى هذه المطالب الخصوصية التي وردت في أكثر من تدخل ذهب البعض الآخر من المتدخلين الى إثارة تطلعات لها صلة بالملفات العامة للاتحاد مثل العدالة الجبائية ومراجعة نواقص التأمين على المرض والخطط المزمع توخيها لمجابهة أنظمة التقاعد والتأكيد على ضرورة تشريك خبرات الصناديق في هذا الملف... وطبعا كل ذلك ولم يغفل بعض المتدخلين عن استحضار الواقع العربي الراهن خاصة وأن موعد هذا المؤتمر تزامن مع إحياء يوم الارض فكانت التحيّة الى المقاومة العربية في فلسطين والعراق وكانت المناشدة للاتحاد العام التونسي للشغل وكل قوى التقدم والتحرر في العالم من أجل نصرة القضية الفلسطينية وتحرير أرضها. تفاصيل كل ما ذهبنا اليه اختزلته اللوائح الصادرة عن المؤتمر والتي سنعود إليها حالما تكون جاهزة للنشر. ❊ ردود وتوصيات عقب هذه النقاشات كان للأخ بلقاسم الجمني ردا على بعض التساؤلات وخاصة حول أداء النقابة واهتماماتها بخصوص عدة مطالب مازالت عالقة مع التأكيد على عدة نقاط مثل تدعيم الانخراط بالمنظمة الشغيلة والتصدي لكل دواعي التفويت في المصحات او فصلها أو تغيير إرتباطها بالصندوق والتصدي للمساس بمكاسب الشغالين بخصوص التقاعد وتجديد انخراط النقابة العامة في الاتحاد الدولي للخدمات (UNI). ❊ للحفاظ على القطاع نحتاج الى كل نفس نضالي أما الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد للاتحاد الذي ترأس اشغال المؤتمر فقد حاول من خلال ما استمع إليه في النقاشات ان يرد على بعض التساؤلات، وذلك بعد أن أكد على حميمية العلاقة التي تربطه بهذا القطاع مذكرا بعدة مكاسب تحققت للقطاع بفعل التعاون بين القسم المسؤول عليه وهو قسم القطاع العام ومؤسسات الاتحاد وبين النقابة العامة للضمان الاجتماعي ومن أبرز ما أعلنه أن القسم أصدر أثناء الجولة السابقة للمفاوضات 36 برقية إضراب كانت واحدة منها لهذه النقابة التي أطرت للاضراب ونفذته بنسبة نجاح كبيرة وقال ان القسم يتعاون مع كل القطاعات وهو الآن بصدد القيام بندوات إقليمية تقييمية لللمفاوضات السابقة للوقوف عند النواقص والسلبيات والاستعداد للمفاوضات القادمة. وبخصوص التساؤلات حول عدة ملفات قال أن الظرف يقتضي الوحدة والنضال ضد التفويت في القطاع العام وأن النيّة تتجه الى مزيد فتح ابواب التفويت وخوصصة عدّة مؤسسات وقد قدّم القسم في هذا الصدد ملفا الى المكتب التنفيذي الوطني لاتخاذ ما يراه صالحا لوقف زحف الخوصصة والتي قد تطال بعض الخدمات في الصناديق على غرار التفويت في المصحات واعتبر الاخ المولدي الجندوبي أن الاتحاد يبدو الان وأكثر من أي وقت مضى في حاجة الى كل طاقاته وخبراته النقابية في كل مواقع الانتاج من أجل معالجة كل الملفات. وقال سنعمل من أجل المحافظة على ما تبقى من القطاع العام عبر الاحتجاجات التحسيسية والتعبئة العمالية وتعليق اللافتات وتمرير الاعلام وستصدر دراسة حول مآل كل المؤسسات التي تم التفويت فيها وقال إننا نعول على كثافة الانخراط بالاتحاد وترشيح كفة ميزان القوى لصالح العمال. ❊ المكتب الجديد تقدم الى عضوية المكتب التنفيذي للنقابة العامة 13 مترشحا حاز من بينهم ثقة النواب الاخوة: 1 بلقاسم الجمني: كاتبا عاما 2 عبد الوهاب عشيش: الانخراطات والادارة والمالية 3 العيد الماجري: النظام الداخلي 4 توفيق بن رحومة: الاعلام والنشر 5 خالد السديري: الدراسات والتشريع 6 رضا مرزوق: التكوين والتثقيف 7 عبد القادر المهذبي: العلاقات العربية والخارجية 8 رضا اسماعيل الحماية الاجتماعية والصحة والسلامة. 9 نورالدين بالحاج يحيى: المرأة والشباب والجمعيات. وتركبت اللجنة القطاعية للمراقبة المالية من الاخوة بلحسن المبزع: (مقررا) والعربي القاسمي وتوفيق جراد (عضوين)، تهانينا الحارة وتمنياتنا بالنجاح والتوفيق لمافيه خير العمال والاتحاد والبلاد.
