في ظلّ ارتياح نسبي للنتائج التي توصّلت إليها النقابة العامة بموجب اتفاق تمّ إمضاؤه يوم الاثنين الماضي بين النقابة العامة للضمان الاجتماعي التي كانت مرفوقة بالأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للإتحاد وسلطة الاشراف المسؤولة على الصناديق الاجتماعية انعقدت يوم الثلاثاء 8 جوان الجاري الهيئة الإدارية القطاعية للضمان الاجتماعي وعلى جدول أعمالها تقييم النشاط النقابي بالقطاع منذ المؤتمر الأخير للنقابة خاصّة فيما يتعلّق بالمطالب الصادرة بلائحة المؤتمر. سجّل الأخ بلقاسم الجمني الكاتب العام للنقابة العامة في عرضه للنشاط النقابي إرتياحا لمحضر اتفاق الاثنين 7 جوان معربا عن تماسك المكتب التنفيذي للنقابة العامة وحسن أدائه لمسؤولياته خاصة والقطاع يسجّل حول هذا المكتب إلتفافا وتفاعلا ساعدا على مفاوضة الطرف الإداري ومحاورته بكل مسؤولية وجدية لم تتركا للإدارة مساحات للهروب إلى الوراء أو التلكؤ في الاستجابة لعدد من المطالب التي تقدّمت بها النقابة. وبيّن الأخ بلقاسم الجمني أنّ اتفاق يوم الاثنين ولئن رشّح انعقاد الهيئة الادارية بارتياح نسبي فإنّ هاجس المماطلة في تطبيق ما تمّ التوصّل إليه يظلّ قائما ويدعو القطاع إلى ملازمة الإستعداد للنضال في كلّ مرحلة. الأخ بلقاسم الجمني أشار كذلك إلى ضرورة أن يبحث القطاع في تسارع إرتفاع الأسعار والتدهور المفزع للقدرة الشرائية لعموم الشغالين وتحدّث أيضا عن موقع القطاع داخل الساحة الاعلامية ناحيا باللائحة على بعض الصحف التي مدّتها النقابة ببعض المعطيات المتعلقة بالقطاع ولم يتمّ نشرها. كما تحدّث عن بعض الخصوصيات القطاعية وخاصة منها التسميات مؤكدا أنّ النقابة العامة لم ولن تكون طرفا في هذه المسألة التي تبقى من مشمولات الادارة وحدها على أنّ ذلك لا ينفي أنّ النقابة العامة تواصل بحثها من أجل صياغة مقاييس محدّدة تتمّ بموجبها التسميات. ❊ نريد إصلاحات حقيقية واجتناب شعارات اللاواقعيّة من جانبه أعلن الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للإتحاد الذي ترأس أشغال هذه الهيئة الادارية أنّه كان حريصا على مرافقة النقابة العامة في حوارها مع الادارة وكان حريصا على أن يترأس هذه الهيئة الادارية لما لمسه في القطاع وفي نقابته العامة من نضالية ومسؤولية وجاء على تفاصيل محضر الاتفاق الذي تمّ إمضاؤه بحضوره تاركا تقييمه لأعضاء الهيئة الادارية. وضمن سياق جدول أعمال الهيئة الإدارية أعلن الأخ المولدي الجندوبي أنّ الإتحاد العام يواصل تقييمه لأوضاع الصناديق الاجتماعية ويتوفّر على دراسات وبحوث من شأنها أن تدفع باتجاه إصلاحات جدية وحقيقية وسيعمل على أن يكون طرفا فاعلا في هذه الاصلاحات. كما أعلن أنه الاتحاد يستعدّ من الآن للجولة القادمة للمفاوضات الاجتماعية وستكون للقطاعات ولجانها التفاوضية الكلمة الفصل في هذه المفاوضات ودعا إلى مجانبة الشعارات وعدم الإنسياق وراء الشعارات اللاواقعية وبالمناسبة ذكر بشعار »لا للخوصصة« والحال أنّ نسبة 47٪ من مؤسسات القطاع العام تمّت خوصصتها ومازالت النيّة تتجّه إلى المزيد من الخوصصة بما يعني أنّ لا قطاع في مأمن من هذه الخوصصة التي قوّضت أركان الضمان الاجتماعي وعمّقت أزمة التشغيل وألقت بأعباء اجتماعية كبيرة على كاهل الصناديق. ارتياح... وانشغال لإلتهاب الأسعار وظروف العمل هذه التوجهات العامة ساعدت إلى حدّ كبير أعضاء الهيئة الإدارية على تقييم واقعهم بأريحية حيث ثمّن كلّ المتدخلين حسن أداء مكتب النقابة العامة وأعلنوا ارتياحهم للنتائج الحاصلة بموجب اتفاق الاثنين 7 جوان دون أن ينسوا أن يطبعوا هذا الارتياح بشيء من الحذر في صورة ما إذا تلكأت سلطة الاشراف في تطبيق محضر الاتفاق. وأدّى النقاش أيضا إلى التأكيد على المحافظة على التأمين الجماعي شكلاً ومضمونا وتوحيد المنافع في الصناديق الثلاثة ومركز الدراسات وشدّدوا على حتمية تأهيل مصحّات الضمان الاجتماعي تأهيلا حقيقيا وتطوير معدّاتها وإمكاناتها المادية والبشرية بما يساير نسق التطور الحاصل في المجال الصحّي وبما يمكّن من أداء وظائفها في ظروف حسنة وطبيعية، وذهبت بعض المداخلات إلى الدعوة لفتح أبواب الانتداب وسدّ الشغورات وهيكلة المصالح وإعطاء أولوية في التشغيل لأبناء العاملين بالقطاع وهناك أيضا تأكيدات على ضرورة توفير وسائل العمل والتجهيزات التي يتطلّبها العمل وبناء مقرّات على ملك الصناديق وإلغاء الإلتجاء للكراء ولم يغب على الهيئة الإدارية الخوض في ملفات ذات شأن وطني على غرار الدعوة إلى تشخيص الأسباب الحقيقية لإنخرام التوازنات المالية في الصناديق والعمل على إصلاحها بمشاركة فعلية وايجابية من الاتحاد العام التونسي للشغل وأكدت الهيئة الإدارية ضرورة أن يعلن الاتحاد استراتيجية عمل واضحة للمحافظة على القطاع العام والتصدّي للخوصصة وتأهيل القطاع الصحي وإلغاء المناولة. وفي ظلّ ما يجري من أحداث على الساحة العربية وخصوصا بفلسطين دعت الهيئة الإدارية الاتحاد إلى توجيه سفينة مساعدات إلى غزّة في إطار كسر الحصار عليها.