أصبحنا في سائر الأيام في حانوتة الهادي الحجام حيث إحيل جل الجماعة على المعاش وانضممنا الى متقاعدي »الياطاش« وصار الدكان يحوي كل الألوان من »الأنطريطية« من قدماء »الكبانية« الى بعض الأخوان من أسلاك الوظيفة العمومية. فقال سلام لقد تداخلت الأيام فاقترب العربي من السوري وبدأت وسائل الاعلام في نشر تكهنات العرافين وتصريحات المنجمين، فقال عز الدين هذا موضوع جدير بالدراسة في هذا الزمان الذي لم يصلحه كتاب ولا كراسه، ولم يفد فيه حساب ولا حراسة فقد كثر العرافون وصاروا اكثر من أوراق الزيتون، وكل الجرائد تعرض الخدمات بالمواعيد وبلا وساطات وحتى »بالبورطبلات« تحصل على المفيد، فقال الامام محمود ما هو موجود هو من عبث الايام والله وحده يسير الوجود ونحن في دهر عنود. فقال كمال وهو من الاساتذة الملحدين، دعك يا سي محمود من علمك المحدود والذي لم يتجاوز الحدود وقد أكلت عليه الدهور فعالج »الانترنات« مثل كل البنات وأدخل ما فيها من بحور بلا قراءات ولا بخور فسوف تعرف المستقبل و »الأفريات«، فتدخل جيلاني وهو في النهار »مرماجي« وفي الليل »زرناجي« وقال لابد من الاطلاع على هذا وذاك حتى يتم لنا الاقلاع فقاطعه المتقاعد زعيم الفلاسفة وهو دائما قاعد وصاحب الأفكار النادرة ما أصبحنا عليه اليوم صائر الى التعاسة فلم نكن في الايام الخالية ونؤمن بهذه الخرافة الفارغة والتي لا تصدر الا من عقليات جاهلة »فتنرفز« حمّة »الجنيور الفالس« وقال هذه الافكار صحية يا جيلاني ولم تكن حديث الايام والليالي ولا هي عند صاحب المجالس ولا النشيط ولا الناعس بل هي بدعة وتقليعة. فقام سيدنا الخامس وكان من خريجي قدماء المدارس فذكر إن الأمور »تلخبطت« وتداخلت وهذا نتيجة الزهد في العلوم وهجر شرائع الحي القيوم فقد ركن الجميع الى العزامة والعرّافين يشاورونهم في كل وقت وحين وفيه العزباوات والعوانس والعزاب والطمّاعين في البحث عن كنز دفين ينشدون الغنى والفوز بالعرائس. فتنهد عمي حمادي وقال البلية عامة والطامة لامة فحتى جماعة الرهان الرياضي صاروا من حرفاء الدجالين أضف اليهم النبغاء في بيع »القازوال والليسانس« فختم بوخلال قائلا أنها حال وأحوال ولا خلاص لهؤلاء الا بالغوص في الكتب العلمية والتسلح بالعقلية التحليلية والتعمق في العلوم الدينية. فقال خالي الحزّاز لقد ركب الدجالون قنوات التلفاز وصارو علة كافة الكزاز فقال عمي الدحداح وهو من قدماء لاعبي الاطراح لقد تربينا على العمل وشربنا لبن الإبل وركبنا الجمل ودخلنا الجبل ولم تكن حياتنا مثل هذه الكتل من البشر، ولا أحد يقنعني بهذه الفلسفات العمياء فلكل من هذه الأجيال كتاب وكتاب هؤلاء كله دجل ونحن مع العلم والايمان لا مع الخرفات والابتعاد عن الأديان وموقفنا واضح في هذا الزمان فلا خزعبلات ولا خرافات فلم نطلب المعالي بالنوم والكسل وكثرة الجدل وقلة العمل، فاتركونا يا جماعة في حانوت الحجام ولنعش الوقائع بلا ودائع ولا أحلام. فتنهد المحجوبي وقال رحم الله الخميسي رائد الاغاني الفكاهية يا جيلاني يا عزيزي انه عالج البلية حين غنى وتمنى وقال: كل ما يعطيك قسمك يجيك