اتصل بنا السيد صالح بن الطاهر النوري 78) سنة ( وابن أخيه السيد عبد الكريم بن حسونة النوري 63) سنة( و هما أصيلا مجاز الباب راجيين عرض ما قالا أنه مظلمة مسلطة عليهم منذ نهاية الخمسينيات بداية الاستقلال بحرمانهم من أرض هي في الأصل على ملك أجدادهم و كان يجب أن تنجر لهم بحكم الإرث و قد أبرز السيد صالح النوري جملة من المستندات و الوثائق الرسمية تثبت صحة كلامه، سألته لماذا اختار جريدة الشعبب بالذات لإبلاغ صوته فأجابني ببساطة و سرعة بديهة لان اسمها على جسمها و هي نصيرة لكل الكادحين و المظلومين ثم دخلنا في صلب الموضوع فجعل السيد صالح يسرد قصته يتعلق الأمر بهنشير بالشو خشاب المعروفين بهنشير سيدي مدين و هو يمسح قرابة 6000 هكتار و هو محبس على الذكور من عائلتنا أولاد عبد النور فإن انقطع نسل الذكور كان من بعدهم للإناث و قد كان والدي الحاج الطاهر بن حسن بن عثمان النوري مكلفا بوقف هذا الهنشير و العناية بهم. استفسرتم عما حصل بعد ذلك فأجابني في أوائل سنوات الاستقلال، كان للعمد اليد الطولى في مناطقهم يتصرفون فيها كأنها ملكية خاصة بهم و كانت السلط تستمع إلى توجيهاتهم جيدا فلم تكن المؤسسات الحديثة قد تركزت بعد، و كان لوالدي خلاف شخصي تافه مع عمدة المنطقة المذكورة فأقسم هذا الأخير أنه لن يدعه و لن يدع ذريته أي أنا و إخوتي و أبنائنا يتمتعون بهذه الأرض و قد نفذ وعيده رغم إثبات حقوقنا بالوثائق الدامغة إذ أن اسم والدي وارد في كل الأوراق الرسمية: شهادة الملكية ، السجل العقاري ، قرار تصفية الأحباس ... إلخ... ❊ ماذا حدث بعد ذلك ؟ جاء قرار تصفية الأحباس عملا بالفصل 8 من الأمر المؤرخ في 18 جويلية 1957 ، و قد ورد أسم والدي في جملة المستحقين لكنه لم يحصل على حقوقه في الأرض بتأثير مكائد العمدة المذكور و قد توفي والدي سنة 1966 و قسمت الأرض بمقتضى قرار التصفية في أكتوبر 1958 فحصل البعض من أفراد عائلتنا و أقاربنا عل بعض القطع بمساحة جملية تبلغ 1000 هكتار بينما تحولت بقية المساحة إلى ملكية عائلات أخرى لا ناقة و لا جمل لها فيها إضافة إلى ملكية الدولة لجزء كبير منها حيث فرطت فيها بالتسويغ أو البيع و هكذا حرمنا نحن مجموعة الإخوة ) صالح ، عمار ، المنصف ، حسونة و الهادي وهما متوفيان (من حقوقنا ❊ كيف تصرفتم للحصول على حقكم و ماهي النتائج التي وصلتم إليها ؟ - لقد حاولت كثيرا بمعية المستحقين الذين مازالوا على قيد الحياة و لم ندخر أي جهد حيث راسلنا كثيرا من المعنين بالأمر و لم نجد جوابا شافيا بل اكتشفنا بعض العراقيل لعل من أغربها أن اسم والدي كان مدرجا في شهادة الملكية الخاصة بالأرض لكنه فقد بعد مدة و لقد توجهنا إلى كثير من المحامين لتقديم قضية استحقاقية لدى المحاكم المختصة فلم يشأ أي منهم أن يكون وكيلا عنا نظرا لقدم هذا الموضوع و تشعبه. ❊ ماذا انجر عن هذا الحرمان ؟ لقد عشنا في ستر و الحمد لله ، لكن بعضنا لم يتمكن من مواصلة العيش في تونس فهاجر إلى الخارج و مكث هناك أكثر من 40 سنة مثل ابن أخي هذا)مشيرا إلى السيد عبد الكريم النوري (، لكن أقسى شيء على الإنسان هو أن يشاهد حقه يتمتع به الأغراب بينما يعيش هو مصاعب الحياة و متاعبها بدون معين. ❊ في الأخير ، هل لك طلبات محددة؟ - يبتسم و يقولب هل سأعيش أكثر مما عشته إلى اليوم 78) سنة ( لكنني أتمنى أن أرى أبنائي و بقية أفراد العائلة يتمتعون بالحق الذي لم أتمتع به أنا و والدي، و لذا لم يبقى لي سوى التوجه بالمناشدة لسيادة رئيس الجمهورية بوصفه أبا حنونا لهذا الشعب و ساهرا على حسن سير القانون قصد إنصافي و لو بتعويض عادل عن حقي و حق عائلتي الضائع إن استحال الحصول على قطع من أرضنا و إن ثقتي راسخة في عطفه و إنصاته إلى رجائي. ❊ملاحظة : الوثائق و المستندات المذكورة في المقال و إن تعذر نشرها لكثافتها فإنها موجودة على ذمة كل من يريد الاطلاع عليها ممن يهمهم الأمر .