في مفاجأة تشكيلية رائعة تستهوي عشّاق الفنون الجميلة، ينطلق عشيّة الجمعة 18 جوان 2010 بالرواق البلدي لضاحية سيدي بوسعيد، معرض الرسّامة دلندة عبد اللطيف بن زايد، القادمة من الوطن القبلي، بريشة متميّزة وحسّ مرهف، يصوغ جماليّة هذه الربوع، ويترجم أحاسيس المرء فيها. هذه أبواب نابل ودار شعبان وبني خيار القديمة، بألوانها العتيقة، تجعلك تشعر وكأنّك تلفّ الأزقة والحواري، وتتطلّع إلى ما يدور خلف الأبواب من حياة عائلية بأسرارها وأحلامها وأفراحها، وهذا فرن الفخار، فتستحضر فنون الخرّازين القادمين من الأندلس. ولكن دلندة عبد اللطيف بن زايد تأخذك من هذا الحلم الجميل نحو أنماط تشكيلية أخرى لا تقلّ روعة عنها، فتراوح بريشتها عبر التجريدي بشاعريّة معبّرة، ملتمسة في ألوان الوطن القبلي بأزهاره وثماره وتوابله معجما يبهرك بمفرداته. خمسون لوحة تتنافس جميعها رقّة وإحساسا، تعكس قدرة الرسّامة دلندة عبد اللطيف بن زايد، على تطويع الريشة واقتناص الصورة وتأجيج الأحاسيس لتركيبها في تناسق وتناغم. ولعلّ ولعها بالفن التشكيلي الذي نما معها منذ نعومة أظافرها، وتأصّل طوال مسيرتها الدراسية ثمّ التدريسية، هو الذي دفعها إلى التفرّغ وهي في أوج إبداعها، إلى الريشة، والخلود إلى مرسمها الرائع في جنان نابل بين البحر والزياتين والرياحين، الذي لا تغادره سوى للمشاركة في معارض جماعية تحرص على ارتيادها لتلقى تفاعلات الزوّار. انطلقت مسيرة دلندة عبد اللطيف بن زايد ضمن المركز الثقافي الإيطالي مع علي الزنايدي، ثمّ بمركز الفنون الحيّة برادس، مع عادل مقديش وعدنان حاج ساسي ولمياء بالشيخ إبراهيم الزرلي وابراهيم العزّابي وشهلة سومر، ولم تتوقّف يوما عن الإحتكاك بالمبدعين والمشاركة في التظاهرات المتميّزة بما وشحها بعديد من شهادات التّقدير والإمتياز.