استبشر متساكنو المروج الأوّل المحاذين لمنطقة الضغط العالي سابقا بإزالته وجعله تحت الأرض، لما كان يولّد من مخاوف جراء الأخطار التي قد يحدثها، لكنهم صدموا لما بلغ الى علمهم أن الوكالة العقارية للسكنى تعتزم استغلال هذه المنطقة، ببيعها قطعا معدّة للبناء لفائدة الخواص، بما في ذلك القطعة المتاخمة للمعهد الثانوي بالمروج الاول. لقد كانت منطقة الضغط العالي مساحة خضراء مغروسة أشجارا في أغلبها، ممّا جعل شارع سيدي بوزيدقفصة، يكاد يكون شارع فسحة العائلات الوحيد. وكانت البلدية قد حملت المتساكنين (13 مالكا) على الإلتزام، شفويا وكتابيا، خلال سنة 2008 2009، على صيانة هذه المنطقة والعناية بها، باعتبارها منطقة خضراء، وعدم استغلالها بأي طريقة كانت للبناء أو ما شابه ذلك، ورغم تعثر المشروع بعض الشيء، فإن المثير للإستغراب هو تراجع البلدية عن الحفاظ عليها منطقة خضراء، فتخلّصت منها وقبلت تحويلها الى قطع للبناء، الجدير بالملاحظة أن سائر المساحات »الخضراء« مهملة وغالبا ما تتحوّل الى مصب لفضلات البناء وغيرها، ناهيكم عن مساحة بالمروج، غابة الصنوبر القريبة من الطريق السيارة، قطعت أشجارها وهي بصدد التحوّل الى »أكوا بارك« أمّا عن المسلك الصحي، فحدّث ولا حرج، رغم المجهودات المبذولة فقد تمّ إتلاف كل معداته تقريبا وهي مسألة سلوك حضاري للمواطنين والشباب، يستوجب المراقبة، اللّه غالب !!! ولم تشأ البلدية تعويضها، رغم أنّ كلفتها بسيطة. بينما التوصيات والتصريحات الرسميتان صريحتان فيما يتعلّق بضرورة العناية بالمناطق الخضراء في المدن وبالمسالك الصحيّة ، ومع ذلك!!! إن استغلال هذه المساحة الضيقة ببيعها للخواص للبناء من شأنه أن يزيد في الترفيع من الكثافة السكانيّة في مدينة وفي حيّ يشهدان اكتضاضا لا يضاهيه سوى اكتضاض حي التضامن، ولسنا ندري أين مصلحة المواطن؟ وكيف يمكن الحديث عن جماليّة المدن والمسؤولون عنها يجرّدونها من كل الامكانيات التي إذا ما تمّ الإعتناء بها يمكن ان تضفي عليها جمالا ورونقا. والمشكل الأكبر هو أن الوكالة العقارية للسكنى، الباعث العقاري العمومي، حسب قانون بعثها، صبغتها الأساسية ليست تجارية، بما يعني أنها لا تبحث عن الربح بأي ثمن وبصورة خاصة لمّا يتعلق الأمر بعملية استغلال تمس بمصلحة المواطن خاصة وأن هذه العملية أتت مخالفة للعقود والتصاميم الأصلية التي اقتنى على أساسها المواطنون المتضررون القطع التي أقاموا عليها مساكنهم زيادة على الضرر الذي سوف يلحق العمران وجماليّة المدينة. أرجو أن تأخذ الوكالة العقارية للسكنى قلق مواطن شاءت الظروف أن يكون مقيما متاخما لمنطقة الضغط العالي سابقا وكم تمنى لو تبذل البلدية مجهودا في العناية بالشارع الذي تقع به دار الثقافة بالمروج الاول والمعهد الثانوي، والذي يفتح على »مركز الترفيه المستقبلي« وعلى »ميامي« التي تعج بالزائرين من العشايا الى أواخر الليالي الصيفية. إن الشارع مهيأ نسبيا لأن منطقة الضغط العالي حمته من زحف الإسمنت عليها وبالإمكان إنقاذه والحفاظ عليها باعتبارها منطقة خضراء يمكن رعايتها وصيانتها في إطار شراكة بين المواطن والبلدية.