إنّ السفر إلى فلسطين السليبة الرازحة تحْت نير أفْضع احتلال همجي عرفه التاريخ هو خطيئة كبرى لا يمكن غفرانها فما بالك بإقامة حفلات الغناء في إحدى المغْتصبات (إيلات) حيث عاينّا المشهد الصّادم والمزري الذي وقع تداوله على صفحات »الفايس بوك«: أحد النكرات من أدعياء الغناء في بلادنا مما لا تنطبق أوصافه على اسمه يهتف بحياة الإرهابي نتينياهو أحد عٌتاة المتطرفين الصهاينة و»عبقري« نظريات القتل والتهجير والتهويد التي يمارسها يوميا على الشعب الفلسطيني. وليس لنا من تفسير سوى أنّ هذا الشخص ومعه الشرذمة الضالة من »العرابنيّة« الذين تعوّدُوا على إقامة الحفلات في الكيان الصهيوني قد استسهلوا واستطابوا المال الحرام المعمّد بدماء ودموع وأشلاء الأبرياء من أشقائنا في غزة ونابلس والقدس وغيرها رامين وراء ظهورهم المثل العربي الأصيل: »تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها« ولكنها في حالتهم هذه غير حرّة وقد أكلت بفخذيْها!!، والكارثة أن خلفيات ما قام به هؤلاء ستصبُّ في مصلحة العدو الذي تلتقط دوائره السياسية والإعلامية كل شاردة وواردة في سبيل الإيحاء بأنّ التطبيع مع العرب جار على قدم وساق فها أنّ »مطربين« مقربين من الطبقة الشعبية التونسية يأتون الى الكيان الغاصب »معززين مكرّمين« ويقيمون الحفلات بل ويهتفون بحياة النتن ياهو! ثم يقع استغلال ردود الفعل التي من البديهي أن تكون شاجبة ومنددة، من طرف نفس الدوائر فيُمْسي العرب ونحن منهم غير محبين للسلام والوئام وتُعْزَفُ على الأسماع السنفونية البائسة: معاداة السامية. لا نبالغ إذا قلنا أننا لا نخشى على شعبنا من الأثار النفسيّة لهذه الحادثة »التطبيعية« أو غيرها فبوصلة شعبنا في تونس مثل بقية بوصلات الشعوب العربية تتجه نحو المسار الصحيح وهو مسار مناهضة التطبيع بل ونبذ كل من يمارسه، لكن الخطر يبقى قائما من وجهة أخرى وهو خطر المس بأمننا الوطني فالجميع يعلم أن الموساد الصهيوني لا يدخر جهدا في سبيل تجنيد العملاء لاختراق وتخريب المجتمعات العربية وذلك بالاضرار بمختلف مناحي حياتها ومكاسبها، فمن أدرانا أن من يذهب صاغرا سافحًا ماء وجهه في سبل »الشيكل« و»الدولار« لن يكون جاسوسا يعمل لصالح الأعداء؟! سؤال واحتمال نضعُهُ برسْم الدوائر الأمنية المختصة.