احتضن قصر الرياضة بالمنزه (القبّة)، ليلة أول أمس، حفلا فنيا ساهرا، أثثه كل من الفنانتين التونسيتين «ألفة بن رمضان»، و«منيرة حمدي»، والنجم اللبناني «وائل جسار»، بحضور السيد «رفيق الحاج قاسم» وزير الداخلية والتنمية المحلية. الحفل نظمته الادارة العامة للحرس الوطني وتعاونية موظفي الحرس الوطني والحماية المدنية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 23 لتحوّل السابع من نوفمبر. وقد عرف إقبالا جماهيريا كبيرا، ساهم في إنجاح الحفل، حيث تفاعل الجمهور الحاضر مع الفنانين التونسيين ومع النجم اللبناني، بالرقص والتصفيق والتصوير والتصفير، الشيء الذي جعل نجم الحفل «وائل جسار» يتفاعل بدوره مع جمهوره فأسمعه تصفيره عبر المصدح، تصفيرة صفّق لها الجمهور وصاح، فكان التفاعل متبادلا وكان ميزة الحفل، الذي استمتع فيه جمهور قصر الرياضة بالمنزه بمجموعة كبيرة من الأغاني. «بن رمضان» تطرب الحضور بداية الحفل، الذي نشطه وقدمه المنشط الاذاعي والتلفزي «حاتم بن عمارة»، كانت مع الفنانة «ألفة بن رمضان»، هذه النجمة التونسية، التي بدأت تشق طريقها بثبات على الصعيد العربي، أطربت جمهورها، أول أمس بأغانيها «هو إنت إيه»، و«أصحاب» و«يقتل الحب»، كما حملته في فسحة طربية مع أغنية «حاول تفتكرني» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومع أغنيتي «سألوني الناس» و«حبّيتك» للفنانة اللبنانية «فيروز» قبل أن تختم بالايقاع والرقص مع الاغنية التونسية «عندي غزالي» التي «ألهبت» بها مدارج قصر الرياضة بالمنزه، رقصا. «الزّكرة» حاضرة الوصلة الغنائية الثانية في الحفل، أثثتها الفنانة «منيرة حمدي». وتجدر الاشارة الى أن الفرقة الموسيقية التي صاحبت الفنانتين التونسيتين، هي فرقة الفنان رياض بودينار. ولئن شاءت الصدف أن يكون زوج الفنانة ألفة بن رمضان العازف على آلة الدربوكة (ضابط إيقاع) «هيثم الهاني»، في الفرقة الموسيقية المصاحبة لها، فإن الفنانة منيرة حمدي، اصطحبت معها عازفا على آلة «الزكرة»، لتقدم آخر تسجيلاتها ونقصد الاغنيتين التراثيتين «غرّيت بيّ تبّعتك» و«باطن يا حمّة باطن»، كما غنت الفنانة منيرة حمدي للسيدة نعمة أغنيتي «آش علينا» و«الليلة عيد»، قبل أن تفسح المجال في النصف الثاني للحفل للنجم اللبناني والعربي «وائل جسار». أغان خاصة وبعيدا عن المقارنات، فلئن أقنع الفنانون الثلاثة الجمهور ونجحوا في سهرة أول أمس بقصر الرياضة بالمنزه، فإن تأثيث الفنان وائل جسار للجزء الثاني من الحفل، بأكمله، كان باستحقاق، لأن هذا الفنان في رصيده عدد كبير من الاغاني الخاصة، التي تؤهله لإحياء حفل بأكمله يتعدّى الساعتين إن لم نقل ثلاث ساعات، بينما رصيد فنانتينا، لازال ينتظر المزيد والدليل أن كليهما غنّتا أغاني معروفة قديمة. وائل جسار تفاعل مع جمهوره وتفاعل جمهوره معه ومع أغانيه المعروفة والتي يحفظها الجمهور التونسي جيدا فغنّى معه «مهما تقول» و«مشيت خلاص» و«بتوحّشني» فأهداه أغنيته المعروفة «بدّي شوفك كل يوم»، وأردفها بأغنية «غريبة الناس»، وبعض أغانيه الجديدة، المعروفة بدورها. الفنان وائل جسار أعجبه تفاعل الجمهور وحفظه لأغانيه الخاصة، الى درجة أنه تفاعل معه بطرق مختلفة، فكان يرقص أحيانا ويحيّيه أحيانا أخرى، حتى ذهب به المطاف الى النزول من على الركح المخصص للفنانين الى أرضية القبّة، ليشعر أكثر بحميمية لقائه بالجمهور التونسي، الذي قال عنه إنه جمهور رائع، بل هو أروع جمهور عربي. وكما أسلفنا الذكر، عبّر الفنان اللبناني عن سعادته بلقاء هذا الجمهور الاستثنائي بالتصفير، وفي الواقع كان موهوبا في هذا الجانب. عموما الاجواء كانت جيدة بقصر الرياضة بالمنزه، والجمهور كان نجم الحفل، لأنه تفاعل مع الفنانين الثلاثة بنفس الحجم وبنفس الاحترام، وأثبت هذا الجمهور أنه وفيّ للاغنية التونسية والعربية، دون مناسبات أو بمعنى آخر، لا في المهرجانات الصيفية فقط، وإنما هو يبحث عن مثل هذه الحفلات حتى ولو كان الطقس أوالفصل شتاء.