سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفصل 10باطل وما بني على باطل فهو باطل ٭ بقلم المنصف بالحولة
مقرّر لجنة النظام الوطنيّة السابق الكاتب العام المساعد المكلف بالتكوين والتثقيف بالنقابة العامة لعملة التربية الحالي
إنّ المتتبع لمسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل بصفته منظمة وطنية لها مكانة خاصة في قلوب الشغالين بالفكر والساعد وفي وجدان الشعب التونسي بأسره، يلاحظ هذه الأيام مع إقتراب إنعقاد المجلس الوطني وجود جدل حول الفصل ال 10 الذي حدّد عضويّة المكتب التنفيذي الوطني بدورتين فحسب وبدأ المحللون كل حسب توجهه التكهن بما ستؤول إليه الامور، وكيف يتم الاعداد لانعقاد المجلس الوطني فجاءت كلمة الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد ليضع حدا لهذا الجدل في الوقت الحاضر ويؤجل النقاش فيه الى المؤتمر القادم إلاّ أن جريدة الشعب مشكورة ارادت فتح النقاش بين النقابيين حول الفصل 10 والمسائل الراهنة، كالهيكلة وأنظمة التقاعد والتأمين على المرض، ومن جهتي كنقابي من أبناء الاتحاد تحملت فيه المسؤولية النقابية لمدة تزيد عن 36 سنة عايشت فيها كل المراحل المرّة التي مر بها الاتحاد في السبعينات والثمانينات وأواخر التسعينات ومقرّر اللجنة الوطنية للنظام الداخلي لمدّة 10 سنوات، لي رأي أبديه حول الفصل ال 10، وكيف جاء، وماهي الظروف التي ساهمت في وجوده، وهل هو مكسب مثلما يصفه البعض أم هو خسارة للإتحاد؟
وهنا أستسمح إخوتي النقابيين وأطلب منهم المعذرة مسبقا، فربما لا يوافقونني الرأي في ما سأذكر لان غايتي الاساسية هي المحافظة على منظمتنا الاتحاد العام التونسي للشغل شامخة وفاعلة وقادرة على البقاء والصمود أمام طوفان العولمة وما يحاك للطبقة الشغيلة في العالم من مؤامرات وسياسات قصد تقزيم الحركات النقابية العالمية ليسهل تمرير المشاريع اللاشعبية واللاإنسانية والتي تفرض على الشعوب التي تفتقر لحركات نقابية محنكة وقادرة على الفعل ومواجهة التحديات
لنضع هذا جانبا ونتحدث بصراحة ومسؤولية ونفكر بعقلانيّة بعيدا عن التشنجات وردّات الفعل ومحاسبة بعضنا، ونضع المصلحة العليا للإتحاد فوق كل إعتبار
أولا ماهي الأسباب التي جاء فيها الفصل ال 10، وكيف تمّ إقحامه في القانون الأساسي للإتحاد؟ وماهي الظروف التي ساهمت في التفكير في عرضه في مؤتمر جربة سنة 2002؟
ثانيا هل فكرت القيادة في ذلك الوقت في الفراغ الذي سيحدثه هذا الفصل في مستوى قيادة الاتحاد من الكوادر المتمرسة في المسؤولية الوطنيّة؟
والجواب على ذلك حسب رأيي المتواضع
ان الفصل ال 10 جاء في ظروف خاصة مرّ بها الاتحاد في مستوى القيادة بعد أزمة الثقة التي حدثت والتي تأثر بها الجميع الى درجة مست كل هياكل الاتحاد وكادت تعصف بالمنظمة الشغيلة برمتها
وأصبح التفكير في ذلك الوقت في إعادة مسك الخيط وإرجاع الثقة التي فقدت بين القاعدة والقيادة فرفع شعار التصحيح وجاء مؤتمر جربة الاستثنائي سنة 2002 ولابد من تقديم جرعة دواء أو »حربوشة« لاسكات الاصوات المعارضة وترضيتهم في خضم الأزمة التي إستفحلت ويجب إيقاف نزيفها، فجاء هذا الفصل الذي يحدد عضوية المكتب التنفيذي الوطني لدورتين فحسب والذي أصبح في يومنا هذا »كالمنجل في الڤلة«
إن الفصل ال 10 يحدّ من طموحات الكوادر النقابية التي تمرست في المسؤولية النقابية واكتسبت الخبرة في معالجة بعض الملفات ولا زالت قادرة على العمل والفعل بما إطلعت عليه من خفايا الملفات وما تحصلت عليه من إشعاع وحنكة وقدرة على التسيير في مستوى المكتب الوطني
فلا يجب حرمان هذه الكوادر من مواصلة تحمل المسؤولية في صلب القيادة ما دام البعض منهم يكتسب ثقة القواعد ويبقى الصندوق هو الفيصل والحكم باعتبار شفافية وديمقراطية الانتخاب مضمونة من المؤتمرين
فلا يجب ان ينحصر النقاش أو الخلاف في الاشخاص لان المسألة أعمق من ذلك بكثير
ولا يمكن الاعتماد على الفصل ال 10 لانّه باطل وما بني على باطل فهو باطل لان المؤتمرات الاستثنائية لا تغيّر القانون وكل ما يصدر عنها قابل للتعديل والرجوع فيه
المنظمة النقابية التونسية لها رجالها ومناضلوها ولا يمكن ان تتنكر لمن يعمل بصدق، فالوفاء النقابي للمناضلين الصادقين والمخلصين لا يحدده فصل مثل الفصل ال 10 الدخيل فلندع الصندوق يقول كلمته، وليكن هو الحكم بين الجميع
إن النقابيين وصلوا من النضج والتجربة ما يؤهلهم بأن يحسنوا الاختيار، لذا ندعو الجميع بان يكون التنافس للمسؤولية القيادية على البرامج التي يقدمها كل مترشح وبذلك نقطع مع الممارسة الانتخابية المتخلفة التي غالبا ما تعتمد الجهوية والقبلية المقيتة كلّ ذلك من أجل حسن إختيارز الكوادر القادرة على التسيير والابداع والنضال المسؤول في صلب منظمتنا العتيدة الإتحاد العام التونسي للشغل