كنا الى حد قريب نعتقد ان صعوبات العمل النقابي تكمن في القطاع الخاص وفي النظرة العدائية التي يحملها له الاعراف واصحاب رأس المال الا ان مؤتمر النقابة الاساسية للشؤون الاجتماعية والتضامن بولاية القيروان أظهر ان مسؤولين جهويين في ادارات عمومية يكنّون عداء دفينا لكل ما يمت للعمل النقابي بصلة، ولا ندري ان كانت الضغوطات الرهيبة التي سلّطت على المترشحين بغاية سحب ترشحاتهم هي تنفيذ لتعليمات رسمية او هي اجتهادات شخصية لهؤلاء المسؤولين. كان من المفروض ان يكون همّ المترشحين موجّها نحو تأطير المنخرطين وتوعيتهم بخصوصيات عملهم ومشاكله وبلورة الحلول الملائمة لصعوبات العمل وحوصلة المطالب الا ان الذين واجهه المرشحون كان اقل من ذلك بكثير، اذ انصبت كل الجهود لمنع محاولات اجهاض المؤتمر من قبل الادارة الجهوية وهي التي تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية التي تحتضن عادة جولات التفاوض والمصالحة وتزداد الغرابة من هذا السلوك حين نقرأ في البيان الانتخابي للمترشحين ما يؤكد الاستعداد لتحمل المسؤولية النقابية وتمثيل المنخرطين بشتى المصالح الراجعة بالنظر لوزارة الشؤون الاجتماعية ومتابعة مشاغلهم وتبنيها والعمل على فضّها والاسهام في النهوض بالمهنة وحين نقرأ ايضا التعبير عن الفخر والاعتزاز بالانتساب لمهنة الخدمة الاجتماعية بمختلف مجالاتها وبشرف العمل لفائدة الفئات والشرائح ذات الاحتياجات الخصوصية من ابناء شعبنا والاستعداد الدائم لتقديم افضل الخدمات للنهوض بها ومرافقة عملية ادماجها الاجتماعية ووقايتها من اشكال التهميش والاقصاء بما يكفل تحقيق مواطنتها والاسهام في مسيرة الرقي والتقدم ودعم روابط التكافل الاجتماعي والتضامن الوطني دون تمييز. فهل هناك مسؤول يعشق دوره الى حد معارضة مثل هذه الاهداف السامية؟؟؟ ولكن قديما قيل ومن العشق ما قتل. فقد هزمت جهود الاجهاض وتألفت نقابة اساسية مكونة من فرج الخماري: (كاتبا عاما) اشرف العلويني حافظ الخليفي رجاء نقارة ريم السعيداني عبد القادر الطيب وفوزي المرزوقي (اعضاء).