صدر العدد الجديد من مجلة الحياة الثقافية موشى بصورة الراحل مصطفى خريف الشاعر والقصّاص والاذاعي المبدع وخصّصت كلّ الدراسات النقدية التي أوردتها المجلّة في قسمها الأوّل لإضاءة جوانب مختلفة من حياة هذا العلم التونسي... فقد كتب الدكتور كمال عمران عن حوار الشعر بين مبدعين هما أبو القاسم الشابي ومصطفى خريف وكتب محي الدين خريّف عن حياة وبيئة الراحل وكتب الشاذلي الساكر عن مؤلفاته وكتب مصطفى الكيلاني عن تعدّد الجوانب الأدبيّة في ما تركه مصطفى خريف. أمّا محمد آيت ميهوب فقد درس كتاباته القصصية ونفس الشيء عمد إليه ناجي الحجلاوي من زوايا مختلفة، أمّا عماد محنان فقد درس قصيدة «حامل الهوى» ودرس أحمد رضا حمدي قصيدة «النسيان» أمّا حسين القهواجي فقد كتب عن منظوم مصطفى خريف من خلال إضاءة محطّات مختلفة من مسيرته الشعرية... واستعرض محمد المي تجربته الصحفية وقدّم محي الدين خريّف ملامح من تجربته في الشعر الشعبي ليكون القارئ بعد هذه الدراسات قد اجتمعت لديه مادّة علميّة جيّدة تغطّي مختلف انجازات الراحل مصطفى خريّف الإبداعية. جذور الحركة النقابية اختار محمد ضيف أن يقدّم آخر إصدارات الباحث لطفي الشايبي الذي حمل عنوان «الحركة الوطنية التونسية والمسألة العمّالية النقابية» (1899 1956) الصادر عن منشورات المركز الجامعي بتونس سنة .2010 وهذا الكتاب يقول الأستاذ محمد ضيف الله أنّه فيما يبدو جزء من ثلاثية بحثية تتمحور حول علاقة الحركة العمّالية بالحركة الوطنية بين سنوات أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين في تناول يستعرض أو يبحث في منطقة التماس بين السياسي والاجتماعي في تاريخ تونس المعاصرة. وهذا الكتاب يتكوّن من ثلاثة فصول يتناول أوّلها بداية تشكّل المقاربة الوطنية للمسألة العمّالية النقابية ويتناول الفصل الثاني الحركة الوطنية والمسألة العمّالية النقابية في خضم تحوّلات الحرب العالمية الأولى، أمّا الفصل الثالث فعنوانه الحركة الوطنية وانبعاث جامعة عموم العملة التونسيين وقد أفاض الأستاذ ضيف الله في تقديم هذا الكتاب الجديد للباحث لطفي الشابي لأنّه رأى فيه جرأة في التناول وعمل جاد من أجل تقديم اضافات جديدة ومهمّة في التأريخ للمسألة النقابية ببلادنا. وقد أوردت المجلة في باقي أبوابها شعرا وقصّة وتقديما لآخر الاصدارات التي وصلت المجلّة مع تغطية لتظاهرة أسبوع الفيلم الجزائري بتونس ومقالا مطوّلا للباحث محمد علي الشتيوي حول الإنتماء المغاربي في فكر الشيخ محمد الفاضل بن عاشور.