احتجاجات كبيرة صاحبت البرنامج الذي بثته منذ أيام قناة نسمة حول ملف الإعلام ، الاحتجاجات كانت من طرف العاملين بالتلفزة الوطنية. وقد اتصل بنا عدد كبير من العاملين داخل المؤسسة مؤكدين أنهم إتصلوا بقناة نسمة للرد مباشرة على بعض الإتهامات الموجهة ضدهم إلا أنه لم تتم الاستجابة لأي كان. وعلى إثر ذلك أصدرت كل من النقابة الأساسية لأعوان الإدارة والإنتاج والتقنيين والنقابة الأساسية لأعوان الإخراج والتصوير التلفزي بيانا اعتبرت فيه أنه على إثر بثّ قناة نسمة ملفا حول الإعلام يوم 31 جانفي الذي تناول في محوره الأول التلفزة الوطنية بحضور أحد موظفيها في الأستوديو عجز عن الإفادة بما حدث في التلفزة التونسية قبل يوم 14 جانفي و بعده ورغم المحاولات المتكررة لتوضيح هذه النقاط في المباشر منذ انطلاق بث البرنامج بالاتصال بمنسقة الحصة ثلاث مرات ووعدها إياهم بإعادة الاتصال بخم ثم قيامها برفض قبول مكالماتهم حتى نهاية البرنامج فإن النقابتين تقدمان لقناة نسمة و للرأي العام التوضيح التالي : - »هيمن النظام السابق بصفة كلية على وسائل الإعلام الوطنية العامة و الخاصة وسبّحت كلها بالنظام و بحمده إلا قلة مناضلة من صحافيي الرأي و الحقوقيين واجهوا بكل شجاعة إعلام الدولة و الإعلام الموالي المتخفي في ثوب الحرية المزيفة وكلنا يتذكر مقالات الشكر والتمجيد وتحقيقات المساندة و نداءات المناشدة والتقارير المرئية الخاصة بحياة عائلة الرئيس المخلوع في قصره في كل الفضائيات التونسية دون استثناء. - شهدت التلفزة الوطنية و منذ منتصف سنة 2008 عديد الاحتجاجات و الاعتصمات و رفع للشارة الحمراء من طرف الأعوان المنضوين تحت لواء نقابات الاتحاد العام التونسي للشغل للتنديد بالوضعية التي تعيشها التلفزة الوطنية و للمطالبة بتحسين الوضعيات الاجتماعية و الاقتصادية والإدارية للأعوان أدت إلى تسوية وضعية العرضيين على دفعتين و إلى إمضاء اتفاق 29 جويلية 2010 المحتوي على عديد المكاسب وكلنا يتذكر بيانات المساندة لهذه الحركة الاحتجاجية طيلة خمسة أيام من قبل المنظمات الحقوقية و من وسائل الإعلام الأجنبية في ظل التعتيم الإعلامي الداخلي . - إجابة على استفسار منشطة الملف حول مجريات الأحداث يوم 14 جانفي المنقضي في التلفزة التونسية فلقد أضرب الأعوان من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة تجاوبا مع قرار الهيئة الإدارية الجهوية للإتحاد الجهوي للشغل بتونس و نظموا اجتماعا عاما داخل المؤسسة عبروا فيه عن رفضهم للملف الذي تم بثه ليلة 13 جانفي و طالبوا بمحاسبة المسؤول عن تنظيمه و بثه كما طالب الكاتب العام للنقابة الجهوية للثقافة و الإعلام المهندس محمد السعيدي في تدخل فاجأ الجميع في نشرة الظهيرة بالحرية التامة للتلفزة التونسية و الإعلام الوطني وبتغيير اسم وشعار قناة تونس سبعة إلى تلفزة وطنية ولم يقم بمنعه أي تقني أو غيره من الأعوان كما تخوف من ذلك الموظف الموجود بالبرنامج حسب تصريحه علما وأن النظام السابق مازال قائما حينها. - اجتهدت الطواقم التقنية و الصحفية و الإدارية بالتنسيق مع الكوادر النقابية منذ 14 جانفي لتقديم تغطية صادقة وشاملة للأحداث بتونس لكنها اصطدمت بواقع مناوئ جمع بين صنصرة للتحقيقات والتقارير من قبل بعض المسؤولين واعتداءات جسدية ومعنوية على مواطنين ثائرين على تلفزة تمثل لهم رمزا لنظام ظالم مما أدى الى اضراب مصوري التلفزة الوطنية عن العمل يوم الجمعة 28 جانفي وإصدار النقابات الأساسية بيانا حمّلت فيه مسؤولية هذه الاعتداءات بعض المسؤولين لتمسكهم بمنهج النظام السابق في تسييره للإعلام وطالبت بتطبيق قرار الشعب القاضي بالفصل التام و النهائي للإدارة عن الأحزاب و تغيير المسؤولين المتعلقين بأطياف الماضي المقيت. - تعبر النقابات الأساسية للتلفزة الوطنية التونسية عن تمسكها بمبادئ ثورة الكرامة للشعب التونسي ضد الظلم والقهر والإذلال ومن أجل الحرية والكرامة و الديمقراطية وعن مواصلة نضالاتها داخل المؤسسة و خارجها لتحقيق ما استشهد من أجله التونسيون في هذه الثورة المجيدة . - تستنكر نقابات التلفزة الوطنية التونسية الحملة الخفية التي تقودها بعض الأطراف الإعلامية ضد مؤسستهم ويؤكدون على أن قطرة دم واحدة لشهيد تونسي لا يساويها كل حقوق البث لبطولات كرة القدم و عائدات الإشهار للبرامج و المنوعات و المسلسلات وسيسجل التاريخ موقف الباحث عن اقتسام كعكة الإشهار في حين أن دماء الشهداء لم تجف بعد والخطر المحدق بالوطن و الشعب و الثورة لا يزال قائما .