اتحفتنا تلفزة تونس 8 بسهرة برلمانية ضاحكة تفتقت فيها قريحة نواب بن علي بكلام لم يصدر منهم طيلة عشرة دورات مجمعة ..وحسدت نواب بن علي عن ثوريتهم وتطرفهم السياسي وعنفهم اللفظي تجاه حكومة الغنوشي بن ابراهيم الشابي واحسست في لحظة ما ان الجماعة يودعون الكرسي وكانهم يودعون ميتا عزيزا عليهم في جنازة حامية.. بكوا طويلا طويلا علي البوعزيزي وتبنوا احتراقه وتكلموا باسم الجماهير وانتقدوا الوزير الاول الذي انتخبهم وصوت لهم وركزهم على كراسي لا يملكون ذرة حق في الجلوس عليها وقبضوا مردود ا ماليا مسروقا من الميزانية الوطنية لفائدتهم ولفائدة احزابهم البلورية والتي تنكرت لها الحكومة واختارت بدلها احزابا اتهمت سابقا بالمعارضة. احدهم صرخ في وجه الوزير الاول صاحب الفضل عليهم قائلا بالحرف لست خارجا من هنا ولسنا خرقة بالية في ايديكم تفعلون بنا ما شئتم الاخر مغروم بلفظة المسار الديمقراطي تفتقت قريحته على مفهوم جديد اسمه التواصل مع القطيعة.. بصراحة لم افهمه لاني لا اقبض مثل اجرته المليونية وللمرة الثالثة على التوالي علما انه يترشح كل خمس سنوات في دائرة غير دائرته وفي كل الانتخابات المزيفة سلفا يكون من الناجحين قبل مرشحي حزب الدولة.. وكاني به يراود الكرسي مرة رابعة باسم تواصل القطيعة... ليعلم نائب المعارضة الجكومية ان القطيعة ان حصلت فهي معه ومع اصدقاءه من موالاة قديمة وجديدة.. وكنت اتمنى من نوابنا ان كانوا فعلا نوابا لو انهم قدموا نقدهم الذاتي وارجعوا كل المال العام الذى وصلهم من سلطة الطاغية واعلنوا بكل رجولية عن استقالتهم من مناصبهم تجاوبا مع مطلب الشعب والجموع التى ذهبت لباردو لطردهم ولو كانوا حقا نوابا لصوتوا ضد مشروع القانون الذي عرضته عليهم الحكومة التي قررت تشريدهم وقطع الصبّة عليهم... اما تونس فلا تخاف الفراغ لان حماة الثورة واقفون في القصرين وبوزيد والكاف وقبلي وجبنيانة وتالة والمكناسي وقابس وسوسة وخصوصا ابطال منزل بوزيان...وحتى الفراغ فلن يكون افضع واشنع واتعس من حكم حزب الدستور وزبانيته القدامى والمحدثين..