هم 60 عاملا يكدّون صباحا مساء ويوم الأحد في سبيل تأمين قوتهم وقوت عيالهم بكل عزمٍ كما أنّهم في جهدهم هذا حفاظا على ديمومة مؤسستهم المشغّلة: مؤسسة النّحاس بمنزل بوزلفة التي تأسّست سنة 1987 وهي مختصّة في صنع الأنابيب النّحاسيّة الصحية. وقد شهدت بعرق العمّال تطوّرات وتوسعات كبيرة من حيث مساحة المصنع وعدد الآلات وكذلك عدد العمّال، هذا يقيم الدّليل على أنّ هذه المؤسسة تحصُل على أرباح طائلة علما أنّ مادّة النّحاس الصّحي مطلوبة في السّوق الداخلية والخارجية. لذلك فلا فائدة من التباكي من كون شركة النحاس الصحي بمنزل بوزلفة تمرّ بصعوبات اقتصادية ينجرّ عنها تقليص في عدد العمّال وإنقاص في ساعات العمل. هذا الاجراء رفضته النقابة الأساسيّة للمؤسسة ومن ورائها كلّ العمّال. والأدهى من كل ذلك أنّ الاجراءات التي اتخذتها ادارة المصنع اعتبرت أحاديّة الجانب ولم يقع تشريك الطرف النقابي في التفاوض حولها. وقد اعتبره الاتحاد الجهوي للشغل بنابل تجاوزا للقوانين والتشاريع الجاري بها العمل. وفي الوقت الذي كان فيه العمّال وممثلوهم ينتظرون تراجعا في تلك الاجراءات عمدت ادارة المصنع إلى إلغاء منحة الانتاج الزهيدة في أصلها وبعض السلف منها سلفة العيد والعودة المدرسيّة والزّواج بدعوى مرور المؤسسة بصعوبات ماليّة مهدّدة بالاعلان قريبا عن أزمة اقتصاديّة اذا واصلت النقابة المطالبة بتحسين وضع العمّال المادّي. لكل ماسبق فإنّ النقابة نظّمت عديد الاعتصامات من أجل إجبار إدارة المصنع على وقف تنفيذ الاستغناء عن عدد مهمّ من العمّال وتقليص عدد ساعات العمّال. كما نادى المعتصمون من عمّال المصنع بتطبيق الاتفاقية المشتركة للمعادن والمسابك.