شهريا ودون استثناء نتخاصم جديا على المصروف واقتسام الحوّالة التي نحصل عليها بعد شهر من العرق وحرق الاعصاب في انتظار زيادة في الاجر قد لا يكون دستوريا من صلوحيات حكومة الغنوشي الشابي بن براهيم التفاوض فيها، فيزيد الخصام في البيت ويقل الودّ مع الحرم المصون. ومازاد في المأساة، ما طالعتنا به تلفزة الحكومة في الليالي الباردة الاخيرة من كشف عن المستور من كنوز القصور آلاف الأوراق النقدية من مختلف الاحجام والعملات الاجنبية مخفية في بيوت أذن الله فيها بالستر، لكن لجان الحكومة كشفتها، فخلقت لي في البيت صراعا مريرا قبل يوم عشرين من الشهر والحساب البنكي محمرّ إلى حدود الحشمة... أطنان من المال العام الحرام في تصرّف امرأة ورجل يبدو أن همهما الأساسي تكديس الأكداس على الأكداس في حين يشقى التونسي من أجل سعر الدواء وفاتورة الكهرباء والجعة الباردة، فيختار بين الثلاثة ماهو أقرب إلى القلب ويترك الباقي للمرة القادمة. ولكن رغم تلك الصور الفاضحة تمكنت بخبرتي البنكية أن أقلل من أهمية المال المسروق وعوض المليار استعملت المليون، وانطلت الحيلة على الحرم المصون... غير أني وقفت عاجزا عن الكلام لما انفتحت صناديق الذهب والزمرد والمرجان التي تملكها ليلى وتستعملها لتزيين صورة الوطن أمام زوار القصر وضيوفها »الانتيم« جدا، قطع من حلي الملوك الاوائل أممتها الدولة وخوصصتها عروس القصر، صاحت زوجتي من الفزع صيحة أنثى لا تملك من الفضة شيئا منذ استبحت القطعة الوحيدة التي امتلكتها في حياتها وبعتها لدرء الحاجة أيام العسف والبطالة في سنوات الجمر البورقيبي، ليلتها وبسبب ليلى وتلفزة الحكومة وملوك الدولة الحسينية وقلّة حرفية لجنة تقصّي الحقائق، وقع ما وقع في البيت واعتصمت الحرم المصون رافعة شعارا مركزيا غير قابل للتصرف أو التأجيل أو التفاوض: تسقط ليلى، تسقط الحكومة، تسقط التلفزة، تسقط لجنة تقصي الحقائق.