اسمحوا لي أن أتقدّم إليكم بهذا المكتوب المتواضع المتضمّن صرخة ابن الشهيد المرحوم يوسف بن الحاج علي بوڤرّة الذي ضحّى بأغلى مكاسبه وقاوم الاستعمار الفرنسي الغاشم مقاومة فعّالة ونال العذاب والحرمان والاضطهاد من طرف السلطات الفرنسية التي أوقعت به في السجن المدني بالقيروان سنة 1953 ثمّ السجن المدني بتونس سنة 1956 بموجب أحكام صادرة عن محكمة الاستئناف الفرنسيّة بتونس (الدريبة) بتهمة الاعتداء على الأمن الداخلي مشهود بها إلى حدّ هذا التاريخ من طرف إدارة السجون والاصلاح بوزارة العدل وتضمّ رقمي القضيتين وتاريخ الحكمين وهما قضيّتان منفصلتان ولم يتراجع والدي عن مبادئه الوطنيّة وأصرّ على مواصلة الكفاح المسلّح وكان من قادته وبذلك تحصّن سنة 1956 بجبل بوهدمة من ولاية سيدي بوزيد حاليا على رأس مجموعة من المجاهدين الأحرار حتّى استشهد هناك يوم 25 جويلية 1956 لمّا كان مكلّفا بمهمّة من طرف الحزب الحرّ الدستوري التونسي قد شهدت له بذلك جريدة »العمل« الصادرة بتاريخ 26 أوت 1958 إضافة إلى جريدة »الصباح« الصادرة بتاريخ 12 نوفمبر 1955 التي سردت رسالة والدي الخطيّة »ركن المقاومين صفحة 5 كما وقع ذكره في كتاب »حياة كفاح« الصادر في الماضي القريب عن الأستاذ محمد المنصف الشابي، إضافة إلى وثائق تاريخية أخرى مهمّة جميعها تمّ اكتشافها في السنوات القليلة الماضية واستغرق ذلك وقتا طويلاً من طرفي كإبن تركني وعمري ثلاث سنوات (3) فاقدا لعطف الأب تحت كفالة والدتي التي نالت هي الأخرى العذاب إضافة إلى مشاكل أخرى عائلية . لقد توجهت والدتي بعديد الرسائل إلى المسؤولين السابقين مرفوقة بالوثائق التاريخية المذكورة تلتمس فيها لفتة كريمة منهم ورفع المظلمة من خلال ردّ الاعتبار لزوجها »شهيد تونس العزيزة« ولم تتحصّل سوى على الوعود. مع العلم وأنّ والدتي رحمها اللّه إلى أن توفيت يوم 3 مارس 2008 لم تتحصّل ولو على بطاقة علاج. ومن جانب آخر أفيدكم علما بأنّي كإبن للشهيد أعيش الفقر والحرمان والتّهميش والاقصاء وممّا يجسّم هذا الاقصاء أنّ ابنيًّ هندة (حاصلة على شهادة الأستاذية في اللغة والآداب الانڤليزية مرحلة ثانية) وبسّام (شهادة تقني في ميكانيك وكهرباء السيارات) عاطلان عن العمل منذ سنوات.