ككل سنة، تحتفل الانسانية جمعاء ب 8 مارس اليوم العالمي للمرأة من أجل التذكير بحق النساء في الانعتاق من كل اشكال التمييز والاضطهاد سواء ما تعلق منها بالتشريعات التحديدية وغير المنصفة او بالسلوكيات الفردية والجماعية المكرسة لدونية مكانة المرأة وانتقاصها. وفي كل سنة تحرز النساء في العالم تقدما ملحوظا ومكاسب جديدة تدعم حقوقها وتضع آليات جديدة لتدعيمها وفي هذه السنة وتونس تحقق ثورة جانفي 2011 المجيدة، يكتسي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في تونس طابعا خاصا ورائعا لما أبدته المرأة التونسية عموما والمرأة الجامعية خصوصا من مشاركة فعالة في كلّ مراحل ومهام الثورة، مشاركة برزت في مختلف الاعتصامات والتحركات الميدانية في الجهات الداخلية كما في المدن الكبرى، كما برزت في المجهود الفكري والاعلامي وتستحق في هذا المجال مناضلات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات للبحث والتنمية تحية إكبار وتقدير للدور المهمّ الذي وقع بذله كما لا يفوتنا التنويه بالمشاركة الفعالة للجامعيات التونسية في أنشطة هذه الهياكل وغيرها لا سيما في النضالات النقابية للجامعة التونسية كما فعلت عديد المناضلات في مختلف الهياكل القطاعية والجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل ونخص بالذكر منها لجنة المرأة العاملة. ان الجامعة العامة، إذ تكبر دور الجامعيات التونسيات في النضال النقابي طيلة العشر سنوات العجاف الاخيرة على الاقل، وفي النضال السياسي والاجتماعي عموما، فانها تعبر عن كامل تضامنها مع قضايا المرأة وحقها في النضال من أجل تنقية التشريعات التونسية ممّا يشوبها من تهميش وإقصاء واستنقاص للمرأة ومن أجل حمل الدولة التونسية على التصديق على كلّ المواثيق الدولية الحامية لحقوق المرأة والمناهضة للتميز الجنسي، لا سيما انه رغم ما وقع تحقيقه من مكاسب فإن المكانة الحقيقية للمرأة التونسية مازالت دون المطلوب بالنظر الى عديد المؤشرات مثل ضعف مساهمة المرأة في سوق الشغل رغم انها تمثل نصف الخريجين، أو مثل ضعف نسبة المرأة في الخطط الوظيفية السامية في الوظيفة العمومية وضعف تمثيلها في المجالس التمثيلية، ويمكن ملاحظة نفس هذه المؤشرات في الحقل الجامعي للاسف. وإننا نعتقد، أن المناخ الجديد الذي تؤسس له الثورة في تونس وعدة بلدان عربية من شأنه ان يسمح بإيجاد صيغ تضامن أكثر فاعلية بين مختلف شرائح المجتمع نساء ورجالا من أجل اعطاء المرأة العربية المكانة التي تستحق والتشريعات العصرية التي تحمي حقوقها وتطورها. عاشت نضالات المرأة التونسية والجامعيات التونسيات في اطار ثورة 14 جانفي المجيدة على درب إرساء دولة الحداثة والعدالة والمساواة ومجتمع الحرية والتضامن والمواطنة.