يحرّكُ أذنيه الوديعتيْن مثل قِطٍّ، وذيلَهُ مثل كلبٍ أمامَ عظامٍ أخيرةٍ، يتحلَّقُ الجميعُ حول فراشاتِه البلّوريّة كلَّ مساءٍ، وهم يُعدُّونَ الأقمصة التي سيتقلّدونها أيّامَ الرّبيع، حين كانت السّحبُ تجري فوق بناياتٍ عاليةٍ، كان يُمسكُ أرنبةَ أنفِهِ خشيةَ السّقوطِ، وفي اتجاه معاكسٍ للغيوم البيضاءِ فوق رأسِه بقليلٍ كانت الأعالي تثيرُ فيه »حشرجةً غريبةً« كان يضحك دُون هوادةٍ على ذقونِ النّاس، وأنا كنتُ أشفقُ عليه مثل قدّيسٍ ماكرٍ.. ساعاتُ ليلِهِ قصيرةٌ، وأزهارُ يَوْمِهِ مثلَ نُدَفِ ثلجٍ، يهدّدنا أوّلَ يومٍ من أيّامِهِ ثمّ يغادرُنا مثل أرنبٍ برّيٍّ أمام بنادق الصّيادينَ، (...) بعد قليل سيفكّرُ بعدد الأصابع التي قطعها دونَ شفقةٍ، وبأُنُوفٍ جعلها حمراءَ أكثرَ من مرّةٍ، سيفكّر بكلّ شيءٍ دُفعةً واحدةً قبل الهروبِ، سيُفكّرُ »فيفري« في أن يغادرَ بسرعةِ بَرْقٍ فثمانيةٌ وعشرونَ يومًا تكفيه لارتداء ملابِسِهِ!