الأستاذ محمد الشريف وجه سياسي ونقابي معروف في جهة صفا قس تحمل مسؤولية الكتابة العامة لنقابة التعليم الثانوي مدة سنوات عديدة و اليوم يتابع عن كثب السّجلات و المطارحات التي تعيشها البلاد بعد قيام الثورة. الشّعب التقته للتّحدث إليه حول ما يدور بخلده بعد الاجتماع الذي ترأّسه السّيد راشد الغنوشي زعيم حركة النّهضة يوم السبت 9 أفريل 2011 بصفاقس فأجابنا مشكورا بالتصريح التّالي: النّقطة الأولى: على الحركات و الأحزاب السياسية أن تدرك أنّ الصراع في الأرض لا في غيرها و أن الثورة قامت لتحقيق الكرامة و الشغل و من شارك في هذه الثورة لم تشغله قضايا ماورائية بقدر ما شغلته تونس التي يريدها حرّة متقدمة يعمّ الرّخاء كلّ أبنائها و هذا الرّخاء لا يكون إلاّ بسياسة اقتصادية يصوغها خبراء الاقتصاد و لنا في تونس منهم من أثبتت جدارته على الصّعيد العالم. النّقطة الثانية: لاحظنا أنّ تصريح الأستاذ راشد الغنوشي عبر الإذاعة الجهوية بصفاقس يقر بغياب البرنامج الاقتصادي في حزبه و كأنّ المسألة مؤجلة إلى حين و أنّى لحزب أو حركة أو تنظيم يطرح على نفسه قيادة الشعب بلا برنامج اقتصادي و ممّا يلفت الانتباه أيضا السّكوت عن السّياسة الخارجية و هي حجر زاوية في أيّ توجه يهدف الى النهوض بتونس. فلا بد للغنوشي وأمثاله من الزّعماء الذين أهدتهم ثورة الشباب حرية الخطاب و الحركة أن يعلنوا و بكل جلاء و وضوح مواقفهم من: ❊ علاقة تونس مع الاتحاد الأوروبي و بالخصوص بفرنسا التي كانت في وقت من الأوقات مستعمرة لها في ثوب حامية. ❊ ما الأسس التي تقوم عليها العلاقة بالولايات المتحدةالأمريكية و قد أضحت منذ عقود القطب الأوحد في العالم؟ ❊ ما موقف الحزب من الكيان الصهيوني علما أن بعض الأحزاب السياسية في الوطن العربي الشبيهة بالنهضة قد أعلنت التزامها باحترام الاتفاقات المبرمة مع الكيان الصهيوني و هي اتفاقات تعترف بوجوده و التفاوض معه؟ ❊ أخيرا كيف سيتعامل الشيخ و حزبه مع قوتين إسلاميتين يتعاظم دورهما في الوطن العربي يتصارعان حينا و يصطدمان أحيانا: إيران و تركيا؟ وإذا أجابنا الغنوشي عن كلّ هذا فإنّه سيجنّب البلاد و العباد الدّخول في متاهات و خوض نقاشات بيزنطية حول ثنائيات مغلوطة كالعلمانية و اللاّئكية و غيرها تشغل و لا تجدي في حين أن تونس في حاجة إلى حلول عملية مجدية في الاقتصاد و السياسة الخارجيّة أمّا ماهو داخلي فذاك شأن ليس لأحد أن يقرّره غير الشعب التونسي بطاقاته العفوية و التلقائية.