يبدو أنّ «العالم» مليء بالبرابرة. نفتح لهم كلّ عامٍ مدينةً في السّماء وحلبة رقصٍ في الأرض، وهم يصرّون على المشي تحت الأشجار وفوق الأعشاب صباحًا مساءً. نضع لهم في كلّ رُكنٍ قارورة خمرٍ جذْلى، وهم يصرّون على التغوّط والتّبوّل تحت الجدران. نبني لهم النّزلَ والحاناتِ والملاهي، وهم يصرّون على التقاط صُورٍ لأردافِ عجائزَ آتياتٍ من وراء البحر! ❊ ❊ يبدو أنّ »العالم« مليء بالبرابرة، نزيّن جنباتها بالأبيض والأحمر، نعلّق فوقها لافتاتٍ مختلفةَ الأحجامِ، وهم يصرّون على أكل المُكسّراتِ متحلّقين حول قواريرَ باردةٍ في شوارع جويلية وأوت الجميليْن. نرسل إليهم كلّ يوم رجُلاً يهدهدهم ويحرسُ نومهم من حشرات الصّيف.. ومع ذلك يتبادلون الشّتائم مع البحْرِ! (...) ما أغبى هؤلاءِ البرابرةَ أشربُ مياهَهُم كُلَّ يومٍ متفانيًا في محبّتهم مثل كلب الصّيد!