تحتفل عائلة بن قدور وكافة أسرة المنظمة الشغيلة يوم 12 ماي الجاري بالذكرى 14 لوفاة أحد أعمدة النضال الوطني... والنقابي المرحوم الحسين بن قدور أصيل مدينة قفصة ومن مواليدها يوم 20 مارس 1930. ومعلوم ان للشيخ الحسين صفحات خالدة من تاريخ حياته قضاها في النضال الوطني اثناء حركتي التحرير الوطني في كل من تونس والجزائر وذلك تحت اسرة المرحوم احمد التليلي ورفقه الشهداء الحسين بوزيان وكيلاني مطوي والمرحومين احمد السنوسي وقليعي الراشدي ورفقة الاحياء الاحياء العربي ملايل ورشيد الدالي وجمال الراشدي (حاليا بسويسرا). وفي بداية النصف من الخمسينيات وبعد حصوله على شهادتي التحصيل وترشيح المعلمين انتمى الى اسرة التعليم الابتدائي ثم تحمل مسؤولية ادارة مدرسة بالرديف وكان بذلك أول تونسي يتحمل مسؤولية ادارة مدرسة في عهد الاستقلال. ويذكر ان الفقيد كان منذ صغره مندمجا في صفوف المجتمع المدني عن طريق الكشافة الاسلامية وجمعية شباب ابن منظور وفرع صوت الطالب وشعبة قفصةالمدينة التي عن طريقها وبتأطير من المرحوم احمد التليلي ساهم مساهمة فعالة في تنظيم عمليات الاتصال والمساهمة في التنسيق بين مجاهدي الجبال ومناضلي المدينة وكذلك المساهمة الفعالة صحبة حسن فتاح وعمر قريمان بتنظيم عمليات الاتصال والدعم مع الثورة الجزائرية. ورغم مشاركته الفعالة في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي وخاصة طيلة الكفاح المسلح وبداية بناء الدولة العصرية فقد كانت انتماءاته عروبية بحتة... الشيء الذي أدى به الى المتاعب والاقصاء والاستفزاز والابعاد في العمل الى ولاية مدنين ثم الى بنزرت (منزل بورقيبة) ومن اجل فضل البعد عن العمل السياسي خاةص والحلم تحقق والاستقلال واندمج كليا في العمل النقابي وصال وجال وكافح وجاهد ودافع وناضل حتى جاءت احداث 26 جانفي 1978 حتى ناله من نال رفاقه واخوته النقابيين من سجن وتعذيب وحرمان. ومن السجن خرج مريضا ومتعبا ومرهقا ولكنه لم يفشل وواصل الكفاح النقابي صحبة اخونه ساهرا لاعادة بناء كيان الاتحاد حتى لاقى ربه يوم 12 ماي 1997 بمنزله بتونس. وفي موكب خاشع ويوم غضبت فيه الطبيعة اشد الغضب حتى أرسلت رياحها وغبارها وعجاجها دفن المرحوم بمقبرة عائلته بقفصة. اليك يا شيخ الف الف رحمة وثق وتأكد انك سوف تبقى أبد الدهر في ركن المحبة لذوي القلوب الصادقة وللأجيال المقبلة غبر صفحات التاريخ الوطني والنقابي.