حكي في ما مضى أن رجلا اشترى قردا. وفي عودته به من السوق اعترضه رجل ثان. فسأله عن ثمنه. فرد عليه قائلا: لقد غاليت فيه. فقال الثاني: وبأي سبب؟ فقال الأول: إنه يتقن كتابة الدساتير. فعرض عليه ثمنا باهظا. واشتراه منه حتى يكتب له دستورا بيتيا يجنبه الشجار مع زوجته. وفي البيت أمره بكتابة الدستور. فلم يستجب القرد. وحدث أن تشاجر مع زوجته وكانت سوءاء لا تؤمن بالدساتير. فانهالت عليه ضربا. وإذا بالقرد يعضدها لكما ورفسا وعضا. فذهب للرجل البائع. فقال له: أعلمت أن قردك لا يكتب دساتير فحسب بل يبيض ذهبا؟ فصدقه الرجل وعرض عليه شراءه. فاشتراه منه وغالى فيه على أمل الثراء. ومع الوقت تبين أنه لا يبيض ذهبا ولا يكتب دساتير بل يبتدع أنماط اقتراع تحرم الآخرين من الترشح للمجلس التأسيسي. فاشتراه منه رؤساء الأحزاب فأقر لهم نمطا من الاقتراع أخذه من الأنترنيت يحرم الكل من الكل وبه خرجت الأحزاب من المولد بلا عصيدة. ولم تجد رؤساؤها بدا بعد هذا المآل من أن يصبحوا قرادين. فكنت تراهم يجوبون شارع التمثالين سابقا مرددين: هلّلينا هلّلينا إن قرّاد بن قرد تيسُ أعمى في سفينه والجمهور يردد: حال من باع القرد وضحك على شاريه. فلما اشتراه هو ضُحك عليه مرتين