عاجل: انقطاع التيار الكهربائي في بعض مناطق الكاف...وهذه هي التفاصيل    عاجل/ هذا ما قرر القضاء في حق صاحب مؤسسة "أنستالينغو"..    طرد صحفية إيطالية من أسطول "الصمود العالمي" بعد كشفها موقع القوارب    كيفاش البصل يحميك من الأمراض والبرد؟    كيفاش باش يكون طقس نهار السبت؟    الطقس مستقر في تونس هالأيام، شنوّة المستجدات؟    أبراج باش يضرب معاها الحظ بعد نص سبتمبر 2025... إنت منهم؟    عاجل/ استشهاد اربعة فلسطينيين برصاص الاحتلال أثناء إنتظار المساعدات..    "كطفل موبخ".. إسحاق هرتسوغ يواجه مساءلة علنية في ندوة تشاتام هاوس بلندن    الرابطة الأولى: مباريات اليوم من الجولة الخامسة وبرنامج النقل التلفزي    الملعب التونسي والترجي/ النجم والاتحاد المنستيري: لاتفوتوا المبارتين..تفاصيل البث التلفزي..    هذا موعد دخول الجسر الرئيسي ببنزرت حيز الاستغلال وتعويضات مالية لأصحاب العقارات بعد ازالة منازلهم..    الشركة التونسية للملاحة: إلغاء سفرة تونس – مرسيليا المبرمجة اليوم على متن السفينة قرطاج..    إحياء أربعينية فاضل الجزيري الأسبوع القادم    أضواء على الجهات:جمعية صيانة مدينة بنزرت أفضل مثال على تكاتف الجهود بين المجتمع المدني و مؤسسات الدولة    عاجل/ ايقاف العمل بهذه العقود..وهذه التفاصيل..    أضواء على الجهات: المسبح البلدي أبرز منشأة رياضية تمت صيانتها بالكامل في ولاية بنزرت خلال السنوات الأخيرة    تصريح / مشروع جسر بنزرت الجديد لم يواجه أي مشكل عقاري ،وقيمة تعويض أصحاب المنازل المزالة بلغت 45 مليون دينار    بزشكيان يشارك في القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة    اريانة: تكريم الجمعيات الرياضية و الرياضيين المتألقين بالجهة في اختصاصات مختلفة    كاس ديفيس للتنس (المجموعة الاولى) تونس - السويد 1-1    عاجل/ 100 قتيل و146 مفقودا اثر غرق قارب بهذه المنطقة..    وزارة الصحة تطلق خطة وطنية للتكفل بمرضى الجلطة الدماغية    الحوثيون: قصفنا أهدافا إسرائيلية حساسة بصاروخ باليستي    السبت: حالة الطقس ودرجات الحرارة    الديوانة: حجز بضائع مهرّبة تفوق قيمتها 19 مليون دينار خلال الأسابيع الفارطة    ارتفاع عجز ميزان الطاقة الأوّلية بنسبة 16% مع نهاية جويلية 2025    نقابة التاكسي الفردي تؤجّل الإضراب العام بولايات تونس الكبرى    فيديو اليوم... شيخ تونسي ينهار فرحا بخروج اسمه في قافلة الصمود    زلزال بقوة 7.4 درجة قرب ساحل كامتشاتكا ولا خطر من تسونامي    البرلمان العربي يثمّن اعتماد الأمم المتحدة "إعلان نيويورك" ويؤكد دعمه لحل الدولتين    حمام الزريبة اختتام الدورة 35 للمهرجان الجهوي لنوادي المسرح بولاية زغوان    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي يرفع التحدي وغموض حول معلول    الكشف عن مواعيد بيع تذاكر "كان" المغرب 2025    أولا وأخيرا .. انتهى الدرس    كارثة صحية في مصر.. إصابة جماعية بالعمى داخل مستشفى شهير    العجز التجاري لتونس يصل الى 14640 مليون دينار مع موفى اوت 2025    وزارة التربية: يمكن للتلاميذ والأساتذة الاطلاع على جداول الأوقات الخاصة بهم على بوابة الخدمات الرقمية    عاجل/ فرنسا تمنح تونس 3 قروض وهبتين.. وهذه قيمتها    عاجل/ عملية سطو على فرع بنكي بهذه الجهة    مع نظرة مستقبلية مستقرة.. فيتش ترفع تصنيف تونس إلى "B‬-"    يوم 28 نوفمبر .. جمعية مالوف تونس باريس تقدم عرضا في صفاقس    تحت شعار "نعدو من أجل تونس أكثر خضرة ": هذا موعد الدورة 38 لماراطون كومار تونس قرطاج الدولي..    خطر على المستهلك: دعوة عاجلة لتسوية وضعيات محلات تعليب المواد الغذائية    وزارة الداخلية تحذر من كثافة مرورية بمناسبة انطلاق السنة الدراسية وتضع بدائل للمستعملين    تونس: حجز أكثر من 15 ألف كرّاس مدرسي    وزارة الصحة تحذر من مخاطر السمنة وتقدم نصائح للوقاية    مونديال الكرة الطائرة: المنتخب الوطني يستهل اليوم المشوار.. وإلياس بوعشير يعوّض حمزة نقة    الاحتفاظ بشاب صوّب سلاحا ناريّا مزيّفا نحو دورية أمنية بسيدي بوسعيد    تحذير لكلّ إمرأة تونسية: مادة في طلاء الأظافر مسرطنة    وزارة الثقافة تبحث تحضير ملف إدراج قرية سيدي بوسعيد في لائحة التراث العالمي لليونسكو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    خطبة الجمعة .. مكانة العلم في الإسلام    أبراج 12 سبتمبر: يوم يحمل فرصًا جديدة لكل برج    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان التشكيلي والفوتوغرافي وديع المهيري    مهرجان المناطيد الدولي يرجع لتونس في التاريخ هذا...وهذه تفاصيله والأماكن المخصصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا بين ال «بو نوّارة» والإدارة؟
صابر سميح بن عامر
نشر في الشعب يوم 21 - 05 - 2011

هل من المعقول ان تقتصر موسيقانا التونسية مع بداية العشرية الحالية للقرن الواحد والعشرين، بل ومع بشائر ألفية ثالثة بتمامها وكمالها وتعاقب سنواتها على الموسيقى التراثية في زمن الثورة؟ وهل من المنطقي ان يعيش شبابنا التونسي طوال عقدين من زمن فات على نغمات تراثية وكدت أقول اجترارية تتوالد بعضها من بعض وتتشابه في اللحن وان اختلفت الكلمات لمن استطاع إليها »حيلة« بدعوى تهذيب التراث؟
هذا ما كان يعيشه الشباب التونسي ومن خلاله طبعا الفنان التونسي على امتداد عشرين سنة ويزيد من عودة على بدء لأغاني الآباء في تهميش صارخ وخارق لإبداعات الابناء، وان سألت أشهر الفنانين المحظوظين عن أفضل ابداعاته الفنية في العشرية الاخيرة لقال لك فرحا ميسورا »بالرّزق إلّي ماتت إمّاليه« أنا الذي أعدت إحياء »ريم الفيالة« أو »الماكينة« ومن الطبيعي ان تدور »الماكينة« وان يثور حزام الجمهور دون »احم ولا دستور«... اما عظام الأموات من مبدعي تلكم الأغاني فأكيد انها تتصور ألما من تحت قبور!
الغريب في كل هذا انه وبقرار جمهوري تمت في السنوات القليلة الماضية زيادة جملة اضافية لوزارة الثقافة التونسية تدعو المجتمع المدني بكل سياسييه ومثقفيه ومرتزقيه من فناني »الغدرة« التراثية للانتصار للتراث.. فبات الجميع حارسا شخصيا ومسؤولا أمنيا على التراث كل على طريقته وبآلته النفخية المتاحة التي هي في النهاية اثنان لا ثالث لهما إما »القصبة« مع اضافة نقطة الى حرف القاف او »المزود« وما أشقاك مع »المزود« والمزايدة عليه بين معشر فناني »بو نوارة« و »الفزاني مرتاح« وكم هي معبرة هذه اللفظة الاخيرة »مرتاح« وهو حال جل فنانينا الوارثين لابداعات الغير مع سبق الاصرا والتحسر على الأموات والفن الجميل الذي فات... و »دمعة عيني دمعة«!
هذه الوزارة لا تزال وللأسف الشديد الى الآن تحمل نفس التسمية محافظة بدورها من حيث لا تدري والأرجح انها تدري على تراث العهد البائد... من حيث بعض الاسماء والمسؤولين الذين يتزعمون هياكل الوزارة رغم التسميات الجديدة التي نودّ ان تكون مفيدة، في حين ان غالبية الاسماء المحافظة على كراسيها بكل ما أوتيت من قوة وجهد وعناد، لا تعنيهم ثورة الرابع عشر من جانفي لا من قريب ولا من بعيد، بل هي بعيدة عنهم وعن كراسيهم. أو هكذا يخيل إليهم!
أسماء »هرسلت« في العهد السابق الفنان التونسي الشاب تراثيسا فأصبح لا ينام ولا يصحوا الا على التراث، ولا يدعم ملف موسيقي الا اذا استند في شيء منه على التراث، ولا يوزع فنان في مهرجانات تونس وربما خارجها الا اذا كان حافظا و »حفاظا« لأغاني التراث من التونسيين ومن غير التونسيين ايضا... فهذا غير مهم، المهم ان يكون وفيّا لنهج الوزارة في الحفاظ على التراث واستتبابه بين الشباب المحافظ عليه من جريمة الاجتهاد.
هي »هرسلة« ممنهجة من وزارة تدّعي انها تدعم التراث التونسي كإثبات بات للهوية التونسية، فأضاعت منها من أرادت ان تعمق فيه هذه الهوية، ونعني هنا الشباب، وكأن الهوية في حاجة الى وصاية فوقية على شباب أثبت للعالم كله معنى الهوية والوطنية ذات عشية تونسية مائة في المائة.
والخوف كل الخوف ان تظل دار وزارة الثقافة على تراثها، فتعيد في شباب تونس روح التمرد السمعي فيهرب الى موسيقات العالم من »ميتال« و »روك« ويترك »بو نوارة« لصناع القرار في الادارة. والحال ان تونس ما بعد الثورة هي الاقدر على تصدير ثقافة جديدة وفريدة بموسيقى عالمية وروح تونسية ك »الراب« التونسي وفن »السلام« وفنون الثورة القادمة بأصوات تونسية حداثية.
وقديما قالت سعاد الصباح: كم جميل لو بقينا اصدقاء. واليوم نقول: كم جميل لو يغير الوزراء من عقلية الاقصاء. فتونس الحديثة تستدعي الآن وبالذات الاصغاء الى ابناء اليوم وموسيقى اليوم وفن اليوم، ولا بأس في الحفاظ على التراث بيتا بيتا وحجرا حجرا و »زنقة زنقة« على ان تعمر هذه الديار بأفكار الشباب من الثوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.