وزيرًا عتيقًا يطلُّ من القصبة لنْ يخُون عهُودي وسيفًا يسلّطُ دومًا على الرقبه وجهْلا يليقُ بمن كان مثلي ومثل الذي نام في العتبه تعلّمت ُ من حكمة التونسيّ أن لا أزيدَ إلى القمح قمحًا لئّلاَ تعيشُوا ولا تشبعُوا.. وأنْ لا أزيد إلى الجوع جوعًا لئلا تموتوُا وكي تركعُوا لاهثينَ وراءَ الرغيف وأن تقفُوا كالخراف وأنْ لا تملُّوا الصفوف تعلمت من حزنكم فرحي يا غبار الشعوب ويا لؤَماء ويا قبضة من رعاع ويا كسرة من جياع تقولون إنّي هربتُ؟ تملّوا ملامح وجه الوزير الجديد أليس شبيهًا بحقدي ألا تبْصرون أليست وعود خطاباته كوعودي الا تبصرون أليس له الانف أنفي، له سحنتي وله نبرةٌ مثل صوتي له قلّةٌ من غبائي وبعض دهائي ألا تبصرون له رقةٌ مثل بطشي وبطشٌ كما رقّتي أفلا تبصرون تقولون اني نهبتُ وإنّي جنيْتُ واني قتلتُ وإنّي ظلمتُ وإن قمعتُ وحزّبتُ حتّى الشجرْ وإنّي جمعتُ الجواهر منكم وإنّي مصصتُ دماء الحجر تقولون إنّي فسدتُ وانتم معي فاسدون أعودُ لكم، أيّها الشعبُ، يا شعبُ أنت سجيني ولكنّني لن أفكّ وثاقك قبل الجلوس على قبرك الحيّ خمسين عامًا آخر وإذا ما شعرت ببعض الضجرْ سأحكُمكم بالسلاح وأُحْكِمُ غلق المنافذ عنكُم فمازال في القصر بعض جنودي ومازال في البرّ بعض سدودي ومازال في البحر ما يُغرق الهاربين الى جنّةٍ بعد حدُودِي فمنْ منكمُ يستطيعُ الهرُوبَ سأسْلخُ طُوفانكُمْ ألم أمْنح الشعبَ حقَّ البكاء وحقّ الصُّراخ إذا علّقكم مخبرون من الاشتقاق ومنْ... سأجْعلُ نقمتكم نقمتي وسأغرقكم في الفتِنْ سأعودُ لكم وسأبْني لكمْ جنّة في جحيمي سأخرجُ من سترة لوزير عتيق وربّما اخرجُ من غيض شرطيّة أو عصا العسكري ومن قنبلة سأخرج من سترة تحسدوني على لونها وسأخرج من لحيةٍ ومن البسملة سأعود لكم في استكانة قسّ وفي جنّة الشيخ أو في دموع سجين قديم سأختارُ منكم زعيما قويّا ليسحقكم ويكسّر أضْلاعكم وأعود لكم ثمّ أحْكمكم واحدًا واحدًا سأعذّبُ جلادكم بالحنين إلى عهد منْ كان مثلي تخرّون لي دائما ساجدينْ وألتفُّ مثل الجميع على ثورة لا تبالي بمن يستلدُّ الركوب على الآخرين سأكتبُ من ظلمتي انني سوف أطفئ هذا النهارْ وأنّي ساهدمُ ما قد بنيْتُم جدارا جدارْ وأنّي سأقصفُ من لا لزوم له في رحَى دولتي وأمزّقُ منْ كان خلف الستّارْ وأرفعُ هذا الستار فعمّا قريب ستنتفضُ البلْبله وتلتفُّ حول السياسة كلُّ القيُود وعما قليل ستنفجرُ القنبله ............. ............. وأعود لكمْ