يغني بابا نويل لأسراب الفتيات الجميلات ولأقدامهنّ الصغيرة سالت من تعب مثل مكعبات الثلج في كأسي. يغنّي لعفراء جرحت يديها في عمارة تسقط بعد قليل. وللخوف يختزل العمر ربع ساعة من الموت المجاني. يغني لعجوز سابقت خطواتنا إلى المطعم المجاور للأوتيل، ثمّ زغردت معلنة أقواس الفرح الآتي. يغنّي للروشة ترتطم على سواحلها الذاكرة... يغنّي بابا نويل لبيروت سكنت أحلامنا.. وحين رحلنا إليها لم نجدها... جريمة من نوع آخر وشم متآمر ضدّ سخرية المشهد السريالي. أصابع بلون البرق وبرائحة الإكليل والزعتر. آنية البخور تنضح بالرّغبة الأخيرة تورق من طلق الرصاص في الحي الجزائري المجاور لمملكة »كيرون«.. أغوال الحكاية ينتصبون من جديد. يبعثرون أوراق الطاولة ويرفعون في وجهك القروي خوفهم البربري.. خاتمان يتبرجان ويحكيان: »للحمرة مذاق قبلة أخرى للسواد أنفاس الربيع يسير على مهل لنا هذه الأصابع تركض بين الضفاف«. رجل يخاتل الجرح، ويربك مقاعد الشارع المفلس... الرجل الذي ارتدى ستين عاما وعلق في وجهه دمعه... الرجل الذي قفز سهوًا من حكاية الأجراس البعيدة، ومن كومات التبن المحترقة.. الرجل الذي تحدّث كثيرا في مقهى »الكورنيش«. لم يكن سوى »نيكوس« يخيط العمر مرتين ويلعق دمع »هيلين«. الآلهة تموت أيضا جلس المهرّج على الأريكة مثل قفل باب مكسور. وجه نحاسي يشبه ضحكا طفوليا ساذجا.. عين تسبح في حلقات الفراغ، تهوّم بعيدًا مثل أقواس السحاب الكابوسي.. يد ترتعش. تتساقط الكرات التي اعتادت أن تمازحها.. يظلّ رأسك معلّقا على كومة الجسد التبنّي.. تظلّ عينك مشدودة إلى الفراغ...