رصدت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في المدة الاخيرة تجاوزات خطيرة شوهت المشهد الاعلامي العمومي والخاص والموضوع تحت تصرف الدولة في بلادنا. اذ بدا الخط التحريري لعدد من المؤسسات الاعلامية متذبذبا حدّ التوتر، وانحازت إلى خط سياسي حد التحمّس أحيانا وبدا ذلك جليا اثناء تغطية عدة احداث في الفترة الاخيرة. وتشكو جريدة الصباح ذات التاريخ العريق والموضوعة على ذمّة الدولة من الانحراف عن الخط الاستقلالي الذي عرفت به لتنحاز الى تيار سياسي دون غيره وينسحب هذا الاستنتاج على جريدة الشروق واسعة الانتشار التي سخرت بعض صفحاتها السياسية للدعاية لفائدة توجهات سياسية معينة. كما تندد النقابة الوطنية الصحافيين التونسيين بتواصل الممارسات المخلة باخلاقيات المهنية مثل سرقة المقالات على غرار ما عمدت إليه صحيفة الصريح بنشرها لمقال صدر في صحيفة جزائرية وتستنكر النقابة مواصلة عديد الصحف البحث عن الاثارة على حساب الموضوعية. وتسجّل نقابة الصحافيين الانحراف الخطيرة التي تسقط فيها من حين إلى آخر اذاعة الزيتونة، التي قدمت في الفترة الاخيرة برامج تدعو إلى تكفير بعض المفكرين التونسيين لتتحوّل اذاعة الزيتونة الموضوعة على ذمّة الدولة من ملكية خاصة لاحد ابرز رموز الفساد في دولة بن علي الى اذاعة تؤسس للعنف عبر الدعوان والافكار التكفيرية. كما يعبر المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين عن انزعاجه الشديد من الاستعمال المتبادل للدعاية غير الشرعية بين جهة سياسية ومؤسسة اعلامية مثلما هو الشأن بالنسبة الى الاتفاق المبرم بين قناة حنبعل وعبد الفتاح مورو الناشط السياسي والوجه الاسلامي، وهو ما يهدّد شفافية وموضوعية الرسالة الاعلامية التي يجب ان تكون بمنأى عن تأثيرات القوى المالية والسياسيية والدينية الاجتماعية خاصة في هذه المرحلة الانتقالية. واذ يسجل المكتب التفيذي بكل اسف ما آلت اليه اخلاقيات المهنة في بعض الوضعيات وخاصة تعمّد البعض المس من زملائهم وشتمهم على صفحات المواقع الاجتماعية، فإنّه يدعو جميع الزملاء الى احترام اخلاقيات المهنية وميثاق شرفها، والتصدي لمثل هذه الممارسات المشبوهة والصادرة عن أشخاص ليس من مصلحتهم انعتاق الصحافيين وتحرّر مهنتهم.