في مثل هذا اليوم 27 أوت من سنة 2011 اغتال الصّهاينة أبا علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. إنّ استشهاد أبي علي مصطفى تمّ في إطار مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهو نضال وطني لا يمكن أن يكتمل ما لم يشمل النّضال ضدّ رعنيه: الامبريالية وضدّ المطبعين معه سرًّا أو جهْرًا من الأنظمة العربية فكانت الانتفاضات والثورات العربية التي عزّزت الوعي العربي لطبيعته وعزّزت الوعي بخطورة سياسة المتعاملين معه من الدول العربية التي تمّت الاطاحة ببعض رؤوسها الحاكمة وخاصّة ذات العلاقة مع الكيان الصهيوني، هي ثورات وانتفاضات تجاوزت الاطار القطري المحلي لترفع شعارات القطع مع الكيان الصهيوني ومع التطبيع معه ومع القوى والمؤسسات الامبريالية الداعمة له. وإنّ في مناداة الشعب في تونس بمناهضة التطبيع وكذا محاولة الشعب المصري منع وصول الغاز المصري الى الكيان الصهيوني وإنزال علمه من سفارة الصهاينة في القاهرة يوم السبت 20 أوت 2011 لدليلٌ على أنّ النضال الشعبي ضدّ العدو الثلاثي الأطراف وهو: الامبريالية الصهيونية الرجعية العربيّة. بدأ يتخّذ منحًى جديدًا فيه اخلاص للوطن ووفاء للشهداء الذين سقطوا في سبيل تحريره وفيه تصدّ للتطبيع السياسي والثقافي والاقتصادي وفيه مقاومة لكل الحلول الاستسلامية ذات التنازلات اللاّمحدودة، ولاشك أنّ في تحرير البلدان العربية المجاورة لفلسطينالمحتلة مثل مصر والأردن وسوريا ولبنان من الأنظمة الرجعية واللاوطنية فتْحًا لآفاق نضالية أرحب ودعم للمقاومة الفلسطينية شأنها شأن القضية العراقية، هي قضية كلّ الجماهير الشعبية العربية، قضيّة كلّ الأحرار والثّوار والتقدميين العرب. ولا يُمكن تحرير فلسطين عبر المفاوضات والاتفاقات والمؤتمرات الفوقية دون نضال ميداني، بل لابدّ من مقاومة وطنية تقودها قوى تقدّمية الى النصر. وإنّه لمن الخيانة أن تُقدّم التنازلات والهدنات بعد استشهاد آلاف الشهداء وتشريد القسم الأكبر من شعب فلسطين وبعد قبوع الآلاف من بناته وأبنائه في سجون الكيان الصهيوني، هؤلاء الذين ضحّوا من أجل قضية عادلة ودافعوا عن مبدإ: أرض فلسطين لسكانها الأصليين» بقطع النظر عن دياناتهم، وقاوموا المحتلين المستوطنين الوافدين من خارج فلسطين انطلاقا من مبدأ أنّ إرادة الشعوب لا تقهر وما ضاع حق وراءه شعب.