تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تراجع عن طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة
حوار مع السفير الفلسطيني بتونس سلمان الهرفي ثورة تونس أعطتنا الأمل وشحنت شعبنا بطاقة ثوريّة جديدة
نشر في الشعب يوم 17 - 09 - 2011

يخوض الشعب الفلسطيني منذ أشهر معركة أخرى لا تقل مضاء عن المعارك الكثيرة التي سطرها شعب الجبّارين منذ قرن من الزمان غير أنّ هذه المعركة ليست بأدوات قتاليّة مسلحة وانما بأدوات سياسية وديبلوماسية من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة لدولة فلسطينية ذات سيادة على أرضها بعد ان كانت هذه الدولة قد حازت اعتراف كل احرار العالم بها سنة 1988 وشغلت موقع عضو مراقب بالامم المتحدة.
قد لا تكون هذه المعركة واضحة الاهداف والغايات على المستوى القريب ولكنها تمثل على المدى الاستراتيجي تحولا جذريا في علاقة الفلسطينيين بالعدو الصهيوني وبالمجتمع الدولي عموما. وهذه الحقيقة تؤكدها حالة التوتر والاستنفار التي سيطرت على دولة الكيان الصهيوني وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية من خلال السعي الدؤوب إلى إجهاض هذه الخطوة الديبلوماسية الفلسطينية، وصلت حدّ تجنيد الدول وشراء اصواتها لتصوّت ضدّ اقرار العضوية الكاملة، هذا بالاضافة إلى التهديد الامريكي القديم الجديد باستعمال سلاح الفيتو.
كل هذا الصراع الخفي حينا والظاهر احيانا يعتمل في أروقة الديبلوماسية الدولية في ظلّ حالة نهوض ثوري عربي على اثر ثورات الحريّة والكرامة العربية التي مثلت خير سند للمفاوض والمقاتل الفلسطيني في زمن عزّ فيه الاحرار في العالم في ظلّ نظام قطبي واحد.
لفهم هذا السجال ولتبيّن طبيعة هذه المعركة الديبلوماسية تحولت الشعب الى مقرّ سفارة السلطة الفلسطينية بتونس وكان لنا الحوار التالي مع السيد السفير سلمان الهرفي:
«ما يصل بين الشعبين الشقيقين التونسي والفلسطيني من وشائج حضارية وثقافية زادتها المحطات التاريخية السياسية متانة يؤهل العلاقة بين الشعبين لتكون أنموذجا يحتذى» ما تعليقك على هذا الكلام؟
لا شك في ان العلاقة الفلسطينية التونسية تعد أنموذجا ومثالا يحتذى في حسن العلاقات العربيّة العربية، والحقيقة أن تاريخ الشعب التونسي وارتباطه بالقضية الفلسطينية يعود إلى عشرات السنين سبقت استقلال تونس وقد برز ذلك بداية من خلال الحملات الصليبية والمشاركة التي تميز بها سكان هذه المنطقة او من خلال الغزو الاستعماري خلال القرن 19 عندما حاصر «نابليون بونبارت» عكّا فكانت جموع المتطوعين التونسيين من ضمن القوات التي تصدّت له مع أشقائهم القادمين من شمال افريقيا، ويسجّل أيضا للمثقفين التونسيين انهم أوّل من نبّه في بداية القرن، الفارط الى خطر التمدّد الصهيوني في المنطقة مثل المناضل الشيخ عبد العزيز الثعالبي كما كانت تونس داعما للقضية الفلسطينية في اروقة الامم المتحدة بعد استقلالها من خلال ممثليها وغني عن الذكر مشاركة التونسيين مع المتطوعين العرب في حرب 1948، حيث استشهد الكثيرون منهم وروت دماؤهم أرض فلسطين ويتواصل هذا التلاحم الاخوي من خلال المساهمة الفاعلة للتونسيين في صفوف الفصائل والتنظيمات الفلسطينية وقد سقط منهم العديد من الشهداء دفاعا عن فلسطين وقوائمهم طويلة ونحن على تواصل مع ذويهم في اكثر من مدينة في تونس. وأقول هنا انه لو قدّر للشعب التونسي المشاركة في تحرير فلسطين لما تأخر اي شاب او شابة عن ذلك.
ان العلاقة بين التونسيين والفلسطينيين لا تقوم على مصالح وانّما على إيمان عميق بعدالة هذه القضية باعتبارها قضية كل التونسيين سواء كانت قوى ديمقراطية أو قوى عمّالية ولا ابالغ ان قلت ان تونس وفي بعض المواقف كانت احرص على القضية الفلسطينية من الجميع، وكمثال على ذلك نذكر بمساهة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي له تاريخ مجيد في دعم النضال الفلسطيني في كافة المحافل الدوليّة بما أننا لم نتواجد في عديد النقابات الدولية مثل الاتحاد الدولي النقابي للعمّال ببروكسال، في حين كانت تونس ممثلة في الاتحاد حاملة لواء الدفاع عن فلسطين وهو ما فتح الطريق للحركة العمالية الفلسطينية بان تلتحق بهذه النقابات الدولية وكانت نفس المساندة في منظمة العمل الدولية أو في اللقاءات الثنائية مع النقابات الغربيّة او الافريقية وفي كثير من البلدان التي تجمعها بالحركة العمالية التونسية علاقات جيّدة.
ان الاتحاد ومنذ تأسيسه وبقيادة المناضل الشهيد فرحات حشاد ما انفك يدافع عن القضية الفلسطينية ولم يكتف الاتحاد بالدعم السياسي فقط وانما تجاوز ذلك الى الدعم المادي حيث بنى مدرسة في «جينين» اسمها «مدرسة فرحات حشاد» وهي تعدّ فخرا لنا كفلسطينيين ان تكون المدرسة باسم مناضل نقابي ووطني كبير هو فرحات حشاد، هذا بالاضافة الى دعم المنظمة لمشاريع كثيرة في الاراضي الفلسطينية. وتبقى للشعب الفلسطيني مكانة خاصة في قلوب كل التونسيين فإن كان الشعب التونسي يعد 10 ملايين فهناك 10 ملايين سفير للشعب الفلسطيني في العالم ونحن نفتخر ونقدر هذا الدعم، ونقول للشعب التونسي نحن ممتنّون لهذا الدعم ونحن في حاجة إلى مساندتكم اليوم اكثر من اي زمن مضى لنصلي معا وسويا في القدس.
٭ أخ سلمان كيف استقبل الفلسطينيون قيادة وفصائل وشعبا ثورة 14 جانفي في تونس؟
تونس كانت دوما سبّاقة في الاحداث المهمّة التي مرت بتاريخ الامة العربية ولعل من الشعارات والفريدة في هذه الثورة التي جاءت خارج سياق الحراك الثوري شعار «الشعب يريد تحرير فلسطين» لان قضية فسطين جزء من الخبز اليومي للمواطن التونسي، ونحن نحترم خيارات الشعب التونسي وهذا التحوّل الثوري الذي اعطى أنموذجا للحرية وللتحرر واثبت ان اراة الشعوب اقوى من اي ارادة اخرى تقيد هذه الارادة.
ان هذه الشرارة التي انطلقت من تونس ولاقت صداها داخل الامة العربية بأن انتقلت الى مصر ثم ليبيا وغيرها من الاقطار اعطتنا أملا وشحنت شعبنا بطاقة جديدة انها في الاخير وكما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي «اذا الشعب يوما اراد الحياة... فلا بدّ أن يستجيب القدر» وبالفعل فان شعوبنا بدأت تكسر قيودها وما كان هذا ليتم لولا الامل الذي بعثه الشعب التونسي في شعوب المنطقة في شكل رسالة حرّة وواضحة للداخل العربي «بأن رياح التغيير في المنطقة ليست على حساب الشأن الفلسطيني وللخارج وبالأخص العدو الصهيوني ان كفى ظلما وعدوانا على الشعب الفلسطيني وهي اعلان صريح ان الشعب التونسي يقف الى جانب شقيقه الفلسطيني.
٭ كانت القضية الفلسطينية حاضرة اليوم في الثورات العربية للتحرر من الاستعمار الخارجي وهي حاضرة في ثورات التحرر من الاستبداد الداخلي فأين الشعب الفلسطيني من كل هذه التحوّلات العربية التي تجري حوله؟
الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من هذه الامة يؤثر فيها ويتأثر بها ومن الخطأ اعتبار ما يحدث في تونس لا يؤثر على الشعب الفلسطيني وكذلك ما يحدث في الداخل الفسطيني لا يؤثر في المحيط العربي ومنه تونس فهي علاقة تاريخية مرتبطة جدليا فنحن ننتمي الى منطقة واحدة ولا شك في ان الحدث التونسي انعكس مباشرة على الوضع الفلسطيني خاصة لما يربط الشعب الفلسطيني من علاقات وطيدة جدا مع شقيقه الشعب التونسي تصل الى حدّ التماهي ولذلك لم يَتَوَانَ الشعب الفلسطيني منذ البداية عن اعلان تضامنه ومساندته التامة للشعب التونسي في فجره الجديد وفي الصفحة التي فتحها في تاريخه، وليس من المستغرب ان يكون اول رئيس عربي يزور تونس لتهنئة الشعب التونسي بنجاح الثورة هو الرئيس الفلسطيني أبو مازن وان جميع التنظيمات الفلسطينية دون استثناء بادرت بالمجيء الى تونس لتهنئة اشقائهم ونحن نعتبر ان ما وقع في تونس ثورة في المفاهيم اكثر منها ثورة في الحدود الجغرافية وهي ثورة على المفاهيم في المنطقة العربية عموما. وقد استلهم الشباب الفلسطيني شعارات الثورة التونسية واستوعب الحدث بكل ابعاده لانه اعطاهم الامل وفجّر فيهم ينابيع النضال لكن تبقى الظروف الموضوعية مختلفة بين ثورة تونسية لتحرر وطني تجاه نظام حكم مستبد وبين وضع فلسطيني يشهد ثورة تحرر وطني ضد الاستعمار والاحتلال فإذا كان شعار الشباب التونسي «الشعب يريد إسقاط النظام» فإن شعار الشباب الفلسطيني كان «الشعب يريد انهاء الاحتلال» ان علاقة الشعبين هي علاقة اخوية ونضالية نفتخر ونعتز بها.
٭ تبقى وحدة الوجود الاجتماعي هي المتحكمة في وشائج القربى والأخوة والتفاعل بين الشعبين الشقيقين في ظلّ قانون التأثير والتأثر ولكن الظروف الموضوعية تبقى محددة في أساليب النضال الميداني والأولويات الوطنية، وفي هذا الاطار يأتي الحديث عن طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فكيف تستعد السلطة الفلسطينية لهذا الحدث؟
لنبدأ باستعراض بعض المحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية إلى أن وصلت إلى طلب العضوية الكاملة بالام المتحدة
٭ أولا: وقع ظلم على الشعب الفلسطيني سنة 1945 تمثل في الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المدعوم من الغرب بقوّة استعمارية كانت محتلّة للبلد وكان العالم العربي خارج من الاستعمار سواء الفرنسي أو البريطاني ولم تكن توجد حركة تحرر عربية لديها تجربة كافية، فكان أن تصدّى الشعب الفلسطيني لهذه الحملة وهو أعزل ووحيد في حين كانت بعض القوى الوطنية التحررية العربية وخاصة قياداتها تركز على الهمّ الوطني اكثر من الحدث الفلسطيني حتى ان البعض ساوم على استقلال بلاده مقابل التنازل عن الحق الفلسطيني ولكن رغم كل ذلك قاوم الشعب الفلسطيني الاحتلال واضطرت بريطانيا آنذاك إلى ان تدعم بكل قوّة الحركة الصهيونية من اجل تثبيتها على الارض بانتزاع الارض الفلسطينية واعطائها لهم وبتسليحهم وبناء جيشهم. ومع ذلك كانت اعجز من ان تمحو الهوية الفلسطينية عن هذه الارض وكذلك الهوية العربية وبقي الشعب الفلسطيني متمسكا بحقه، مما اضطرها (بريطانيا) بعد اكثر من 40 عاما من الاستعمار (من 1914 1948) إلى الذهاب الى الامم المتحدة وتقسيم فلسطين وللاسف الشديد حدث تواطؤ دولي والكل يعرف ما حدث في قرار التقسيم 181 وكيف تم الحصول عليه من الجمعية العامة للامم المتحدة، وكيف زورت ارادة شعوب العالم في التصويت مما جعل الشعب الفلسطيني يجد نفسه اعزل دوليا، فكان ان شكل دولة عموم فلسطين ومقرها بالقاهرة بعد ان كانت في غزة وتم ما تمّ من تواطؤ مثل اتفاقية «رودس» للهدنة التي وقعت عليها الدول العربية المحيطة بفلسطين وقد كان الشعار الصهيوني «ارض بلا شعب لشعب بلا أرض» منكرين الشعب الفلسطيني وكينونته، وقد ظنوا بذلك انهم يمحون اسم فلسطين من التاريخ. وجد الموقف الصهيوني نفسه مدعوما من القوى الكبرى العالمية سواء الاوروبية: بريطانيا مؤسسة الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية فرنسا وامريكا، اي الدول المتحالفة التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية إضافة إلى دول المصالح حيث وجد الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت من مصلحته الاعتراف بهذا الكيان لما يدعيه من صبغة اشتراكية او تحت اي مسمى او مبررات.
ورغم القسوة والعذابات التي عاشها الشعب الفلسطيني سواء في المخيمات او في الشتات سواء في الداخل او مدن الجوار او في العالم، فإنّه لم يتنازل عن حقه واستمرّ في نضاله وانشأ تنظيماته السياسية السرية منها والعلنية ولكنه تعلّم درسا اساسيا ان لا يسلّم قراره السياسي لأي كان، فكانت استقلالية القرار الفلسطيني هي البوصلة التي يتمسك بها الفلسطيني ولا يقبل المساومة عليها.
ومن هذا المنطلق نشأت منظمة التحرير الفلسطينية وتطورت مع الزمن واصبحت هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبعد الانتفاضة الاولى ونتيجة لزخمها النضالي اعلنت «دولة فلسطين» في شكل من أشكال النضال الجديدة التي دشنت حقبة ثانية للقضية.
٭ ثانيا: ادرك الشعب الفلسطيني بشكل واعٍ ان استقلالية القرار الفلسطيني شيء مقدس وبان القضية الفلسطينية تبقى فلسطينية الواجب وعربية العمق واممية الابعاد، وبأن العلاقات الدولية عامل مهم وضروري جدا في حماية القرار الفلسطيني وبان الحاضنة العربية شيء اساسي ولكن الاساس هو استقلالية القرار الفلسطيني الوطني خاصة انه كانت تتنازع التمثيل الفلسطيني اكثر من جهة باسم العروبة والقومية او باعتبار التواجد الفلسطيني او باسم الثورية وتحرير فلسطين. ونتيجة كل هذه العوامل ادرك الشعب الفلسطيني ضرورة ان يأخذ زمام امره بنفسه فنشأت منظمة التحرير التي سعت عديد الانظمة العربية إلى احتوائها ومن ثمّة وقعت ثورة صلب المنظمة 1968 واستلمت التنظيمات السياسية الفلسطينية زمام الامر من جامعة الدول العربية وبدأ الصراع الحقيقي من أجل التمثيل الفلسطيني، وكان قرار القمّة العربية سنة 1971 وطرح ضرورة تمثيل الشعب الفلسطيني في الجامعة العربية ورغم المشادات لم يتنازل الشعب الفلسطيني عن تمثيل نفسه بنفسه وهو حق لكل شعب، ثم تكررت هذه التجربة سنة 1973 و1974 خاصة بعد مشاركة الفلسطينيين في حرب أكتوبر وفتحت المنظمة جبهة في كل من جنوب لبنان والجولان وسيناء وكانت من ضمن عوامل النصر العربي في حرب اكتوبر 1973 على الكيان الصهيوني ولا احد ينكر ذلك الدور البطولي، وجاء مؤتمر القمّة بالرباط وكان لابدّ من اتخاذ القرار بضرورة انتزاع هذا الحق الفلسطيني (تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني) وهكذا اتخذ في أكتوبر 1974 القرار بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني دون التخلي عن دعم الشعب العربي، وكان ان ارسلت الجامعة وفدا الى الامم المتحدة لتبليغ ذلك ترأسَّهُ وزير خارجية الجزائر آنذاك عبد العزيز بوتفليقة ودعمت هذا القرار الجمعية العامة وكل الدول العربية ومنها تونس التي كان لها دور كبير في التعريف بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية وكان القرار 3632 في الجمعية العامة هو شهادة الميلاد الاولى للشعب الفلسطيني التي اعادته على الخارطة السياسية. ومن ثمّة بدأنا نطوّر علاقتنا من صفة مراقب كحركة تحرر الى بعثة ديبلوماسية وكل هذا التمشي لم يأت بسهولة بل هو حق انتزعناه بأظفارنا فهذه الاعترافات ليست منة من أحد بل هي ترجمة حقيقية لمعاناة شعبنا. خاصة ان ما تعرض له شعبنا لم يتعرض له شعب في العالم، فهناك شعوب أبيدت في اسابيع وفي منطقتنا العربية انظمة تملك اسلحة وطائرات انتهت بمجرّد هجمة واحدة، لكن لنسأل كم من هجمة تعرض لها الشعب الفلسطيني؟ هل تذكر معي كيف بقي ياسر عرفات في غرفة نومه والدبابة تدكه وطائرات «الهيليكوبتر» تقصفه نحن خلال ملحمة نضالنا فقدنا الصفّ الاوّل بالكامل وكثيرا من الصفّ الثاني، لكن لم يستسلم الشعب الفلسطيني كما ان الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية التالية لم تمارس على اي قيادة لحركة تحرر في حين نرى جميعنا في التلفزيون انه وبقرار من الولايات المتحدة او الدول الاوروبية يتنحى أي زعيم وتهتز عروش انظمة وتنهار اخرى.
الشعب الفلسطيني متمسك بحقه وقيادته جزء منه ولا يمكن ان تهزنا أي ضغوطات الا ضغط شعبنا ومن هذا المنطلق وجدنا انفسنا امام المنعطف الثالث:
٭ ثالثا: وجدت القيادة الفلسطينية نفسها في عام 1988 وترجمة للانتفاضة الأولى امام استحقاق يقوم على ضرورة احراز مكسب جديد للقضية الفلسطينية وكان ذلك باعلان المبادئ للدولة الفلسطينية (من الوجود السياسي الى الوجود الجغرافي)، وقد طرح علينا سؤال هل نشكل حكومة في المنفى مثل اشقائنا في الجزائر او اصدقائنا في فيتنام غير اننا فكرنا في ان الجزائريين كانت لهم ارض تحتضنهم وهي ارض تونس ونحن حوربنا من دول الطوق ووجدنا انفسنا بعد حرب 1982 على بعد 4000كلم من ارضنا حين لجأنا الى تونس التي اصبحت دولة مواجهة مما اضطرّ اسرائيل الى تنفيذ عمليتها الاجرامية في حمام الشطّ اضافة الى اغتيالها الاخ ابو جهاد في سيدي بوسعيد. ونظرا لكل هذا كان لابدّ من الابداع الفلسطيني وكان ذلك باعلان الدولة الفلسطينية وتحقيق مكسب جديد للشعب الفلسطين، فرفعنا التمثيل الفلسطيني ونحن كما أشرت في حاجة الى البعد الدولي والعلاقات الدولية وهو ما كنّا نفتقده سنة 1948 وقد كان لهذا الاعلان ردود فعل قوية وخاصة من الجانب الغربي حيث رفضوا قدوم ياسر عرفات الى الجمعية العامة وألغوا تأشيرة دخوله وكان الزخم النضالي الفلسطيني ودعم العالم لنا قد دفع الجمعية العامة الى نقل مقرها من نيويورك الى جينيف من أجل ان يسمح لياسر عرفات ان يخاطبها بوصفه ليس شخصا وانما رمزا للقضية الفلسطينية وكان هذا الحدث الدرس الاول بالنسبة الينا في أهمية البعد الدولي الذي كنا نفتقده سنة 1948.
إنّ الذهاب الى العالم هو احدى حلقات النضال الفلسطيني وليس عبثا ان نعلن دولة وانما هو استجابة لقرار شعبنا، فاسرائيل قامت بقرار دولي وفلسطين ستقوم بقرار دولي أيضا، لذلك نرى ان القوى الاستعمارية تحاول فرض هيمنة على المنظمات الدولية لتحول دون قبول فلسطين ولكن رغم ذلك تمكنا سنة 1988 من الحصول على قبولنا من قِبل أكثر من 100 دولة.
٭ رابعا: دخلنا مع اتفاقية أوسلو 1993 مرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني تختلف عن الفترات سابقة، وللتذكير فانه وفي مؤتمر صحافي سنة 1969 سئلت «قولدامايير» رئيسة وزراء اسرائيل في ذلك الوقت وفي معرض حديث «وماذا عن الشعب الفلسطيني؟» فأجابت «لا يوجد شعب فلسطيني» وكرّر قادة هذا الكيان الرفض سنة 1991 خلال مباحثات مدريد حيث رفض شامير رفضا باتا ان يكون هناك تمثيل فلسطيني ففي مؤتمر مدريد الذي دعت إليه الولايات المتحدة الامريكية حفظا لماء وجه الانظمة التي قاتلت معها العراق رفضت امريكا التمثيل الفلسطيني والاعتراف بالكينونة الفلسطينية ودعوا إلى وفد اردني فلسطيني مشترك فاضطررنا إلى ذلك حتى ان مجرد «حطّة» فلسطينية على رأس الأخ صائب عريقات كانت مرفوضة ومع ذلك لم نستسلم وبقينا نناضل الى ان أجبر الكيان الصهيوني بقيادة رابين على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني وكان اتفاق اوسلو حلقة اخرى من حلقات النضال. واقول هنا انه جائز ان يكون في هذا الاتفاق كل العيوب لكن فيه بند واحد مهمّ، فلأول مرة تعترف الحركة الصهيونية بالشعب الفلسطيني وبكينونته وقد يقول البعض، هل نحن في حاجة الى اعتراف هذا الكيان بوجودنا؟ نجيب: نعم نحن في حاجة إلى كل اعتراف واولهم اعتراف العدوّ الصهيوني كما ان هذا الاعتراف لا يلغي طبيعة الصراع واستمرارية النضال فأوسلو نقلتنا من اللا اعتراف الى الاعتراف حيث اوجدتنا على الخارطة السياسية ونقلتنا من الهجرة الى الجغرافيا، الى وطننا فتجسدت فلسطين على صعيدين الصعيد السياسي والصعيد الجغرافي (الخارطة السياسية والخارطة الجغرافية)، بعد ان كان كل من يرفع علما يسجن او يقتل وكل من ينتمي الى فصيل سياسي او تنظيم يكون مصيره السجن او النفي والتهجير، اما اليوم فنحن بين أبناء شعبنا ونناضل معهم ولم تكبلنا اتفاقيات اوسلو، بل اننا استمررنا في الدفاع عن قضية شعبنا على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مدعمين تمسك الفلسطيني بأرضه، لان اسرائيل كانت تريد أرضا بلا شعب ولذلك فإننا نعتبر اليوم معركة الاستيطان معركة مهمّة جدا والنضال من أجل وقفه يعتبر من أوكد المهمات. لكن لما وجدنا ان كل صيغ التفاوض رغم الصبر وتحمل الاهانات من قبل شعبنا على مدار العشرين سنة الاخيرة قد قوبلت بالرفض الاسرائيلي. ونظرا إلى معرفتنا طبيعة العدو الذي نواجه والذي يمثل زبدة الاستعمار فاسرائيل ليست دولة عادية فهي القاعدة المتقدمة للغرب، فليس مستغربا ان يصفّق الكونغرس الامريكي 29 مرّة خلال نصف ساعة لرئيس وزراء اسرائيل وكأننا في برلمان دولة من العالم الثالث، وهو ما نعتبره رسالة للعالم، خاصة عندما يقف رئيس الولايات المتحدة الامريكية «باراك أوباما»، ليقول ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية «شيء مقدس، وأبديّ» يجعلنا بالتالي لسنا في مواجهة اسرائيل لوحدها. ولكننا ورغم كل ذلك لا نتأثر للتهديدات، والرسائل لا تهزنا مهما كان مصدرها فقد مارسوها لسنوات على شعبنا وعلى قياداتنا ولم ينجحوا في ثنيهم عن مواصلة النضال جيلا بعد جيل وصفا وراء صف من الشقيري الى يحيى حمودة الى ياسر عرفات وصولا إلى محمود عبّاس وكل من سيأتي بعده، وسنبقى متمسكين بحقنا الى ان نحرر أرضنا ونعلن الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
٭ هل يعني ذلك أنكم تعلنون نهائيا وصول مسار مفاوضات أوسلو إلى طريق مسدود؟
طبعا هذه مرحلة جديدة نعلن فيها فشل هذه المفاوضات ولابدّ من اعادة الامر الى نصابه اي الى الامم المتحدة وبأكثر وضوح نحن لسنا ضدّ المفاوضات لكن من خرق الاتفاقيات هي اسرائيل والعالم اجمع بما فيه اللجنة الرباعية المشكلة من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا يعترفون بان اسرائيل هي التي اعاقت المفاوضات وبالتالي فإن ذهابنا إلى الأمم المتحدة هو اعادة للامور الى نصابها، ونحن بذلك لا ننشد الاعتراف لأنّ معظم الدول تعترف بنا وإنما ننشد العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة ولا اعتقد ان اسرائيل ستكون سعيدة بذهابنا الى الامم المتحدة.
٭ هل يمكن اعتبار الذهاب إلى الأمم المتحدة بمثابة إنهاء لكل مسار أوسلو وما ترتب عليه من اتفاقيات بما يعنيه ذلك أن اسرائيل في حلّ مما ترتَّبَ عن هذه الاتفاقية؟
بالعكس فإسرائيل خرقت هذه الاتفاقيات لأنها تقود الى انهاء الاحتلال والاستقلال، فاتفاقيات اوسلو تقول بصريح العبارة «على اسرائيل انهاء الاحتلال في موفى 1999» وتتذكر معي ان الرئيس الشهيد ابو عمّار جاب العالم كلّه سنة 1999 لاعلان الدولة الفلسطينيّة، وقد نصحه جميع الاصدقاء بإعطاء فرصة للمفاوضات وهو ما تم بالفعل حيث اعطينا التفاوض فرصة 12 سنة واليوم لا أحد يلومنا، بل ان العالم كلّه يجمع على مساندة الحق الفلسطيني لانهم ادركوا ان الفلسطينيين صبروا صبر أيّوب واعطوا فرصة للمفاوضات اكثر مما يجب.
انّ الذهاب اليوم إلى الأمم المتحدة فيه احراج للولايات المتحدة ولحليفتها اسرائيل، يقول مندوب اسرائيل في الامم المتحدة أنّ الولايات المتحدة فشلت في تجنيد خمس جزر معزولة للتصويت ضد القرار المساند للشعب الفلسطيني في حين أننا نعمل على تجنيد كل دول العالم من اجل مساندة حقنا المشروع.
إننا نسعى إلى تحصيل اعتراف ممن لم يعترف الى حدّ الآن والى قبول عضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة وهو ما يقودنا الى مرحلة جديدة تعيها إسرائيل جيّدا حيث سيتغيّر منطق المفاوضات عمّا كانت تدعيه اسرائيل من وجود «أرض متنازع عليها» الى الحديث عن «ارض محتلة» اي دولة تحت ارض دولة وهي حقيقة لها ما لها في القانون الدولي وستغير مرجعية التفاوض نهائيا 0إن قبول دولة فلسطين سيفرض بالواقع قبول دولة فلسطين على ارض فلسطين، وهذا القبول ليس بالسهل بل هو معركة ديبلوماسية من الطراز الاول ولعل البعض الذي يشكك ينطلق اما عن جهل او عن تواطؤ فلو كان هذا القبول بالعضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة بلا معنى وبلا قيمة فلماذا تحاربه الولايات المتحدة؟ ولماذا تأخذ عناء الضغط على دول العالم لدفعها الى عدم تأييد الحق الفلسطيني؟ بل لماذا تلوّح باللجوء الى حقّ الفيتو؟ اننا نعتقد على خلاف هذه التصورات انه تغيير لمرجعية المفاوضات واقرار دولي جديد بالحق الفلسطيني ونحن نعتبره إنجازا للشعب الفلسطيني وخطوة على طريق الاستقلال التام والشامل وهذا لا يلغي ذاك فهو شكل من اشكال النضال الفلسطيني لا يلغي الاشكال الاخرى فنحن ندعم ونساند المقاومة الشعبية اليومية للاحتلال وندفع نحن الصمود الاقصى والتمسك الاكبر بالارض من خلال دعم الوجود الاقتصادي والتربوي والثقافي والصحي والزراعي الفلسطيني، والقتال في كل الميادين ولنا تجربة في ذلك، فحين عدنا إلى فلسطين سنة 1995، لم تكن هناك ولا جامعة في الاراضي المحتلة، واليوم أصبح عندنا تسع جامعات وكانت توجد ثلاث مستشفيات اصبحت الان اكثر من مائة مستشفى، كل القطاعات نشطت الصحة والتعليم والبنية التحتية والزراعة تطورت وكل هذا لم يَأْتِ من فراغ بل جاء نتيجة سياسة وترجمة لمقاصد. رغم كل الظروف التي نمر بها مثل غياب الثروات والوقوع تحت الاحتلال. كل ذلك تمّ بفضل المراهنة على الانسان الفلسطيني ولعل قدوتنا في ذلك تونس الشقيقة ونحن نتعلم منكم بل انني أؤكد لك ان الطالب الفلسطيني المتخرّج من تونس يثبت في كل الميادين أنّه الاكثر تميزا.
٭ ما مدى الإجماع الوطني الفلسطيني حول هذا القرار الذي اتخذتموه، وماذا عن حق العودة؟
أولا هناك اجماع وطني فلسطيني كامل بالتوجه الى الامم المتحدة لانتزاع الحق الفلسطيني ولا يوجد فلسطيني واحد ضدّ ان نستعيد حقوقنا ثانيا، سبق لنا ان قلنا إن منظمة التحريرالفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينيين وإننا متمسكون بكافة اهدافنا ومبادئنا وفي مقدمتها حق العودة الذي يعتبر حقا مقدسا وثابتا، والاكيد ان تعزيز الوجود الفلسطيني في الامم المتحدة هو تقريب لساعة خلاص شعبنا بما فيهم وفي مقدمتهم خلاص اللاجئين وعودتهم الى أراضيهم.
٭ هل هي العودة إلى الدولة الفلسطينية المعترف بها، أم العودة إلى أراضيهم التي هجّروا منها سنة 48؟
نقصد حق العودة للفلسطينيين الى أراضيهم التي هُجِّروا منها سنة 48 وقبلها وبعدها طبقا للقرار 194، فشهادة الميلاد الوحيدة لاسرائيل هي شرط قبولها للقرارين 181 و194، ولا حلّ لقضية اللاجئين الا طبقا لقرارات الامم المتحدة وفي مقدمتها القرار 194.
٭ وماذا عن موقف حماس بوصفها شريكا في الشأن الوطني الفلسطيني؟
رغم اللبس الذي يحدث في بعض مواقف قياداتها نحن على تواصل مع اخواننا في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهم يقرون بهذه الخطوة ويعتبرون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقد نص اتفاق المصالحة الذي وقعه الاخوان محمود عباس وخالد مشعل في 4 ماي 2011 على تمثيل منظمة التحريرللشعب الفلسطيني.
٭ أمام التهديدات التي أطلقتها بعض قيادات الكيان الصهيوني للسلطة الفلسطينية إذا ماهي أقدمت على خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة، هل استعدت السلطة الفلسطينية ومن ورائها الفصائل وعموم الشعب الفلسطيني لكل السيناريوهات المحتملة؟
نحن تحت الاحتلال، ويوميا نتواجه مع المحتل في كافة الميادين، فما عساها تفعل اسرائيل اكثر مما فعلت، يهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو بأنه سيلغي اوسلوا، نقول له انت بذلك تجزي لنا خدمة غير عادية. يهدد ناتنياهو بأنه سيعيد احتلال المدن، «مَا يحْتَلهَا ماهُو محْتلْهَا، شُو راحْ يعْملْ أكْثَر من هيكْ» يهددنا بقطع الميّهْ «مَا هُو قاطعْهَا» يهددنا بقطع «الكهْربَا»، «ماهُو قاطعْهَا»، يهدّدنا بالموت «مُو واخذْ قرار الموت علِينَا من ميّة سَنَهْ».
نحن شعب الفينيق الذي لا يموت، سنخرج لهم من تحت الرماد وكما قالها وردَّدها الشهيد أبو عمار «يا جبل ما يهزّك ريح».
نحن لا نريد إلا حقنا، كما اننا مدينون لكل شقيق او صديق ساندنا ونطلب من كل احرار العالم وفي مقدمتهم الاشقاء والأحبّة في تونس ان يساندونا لاننا في حاجة إلى دعمهم اكثر من اي وقت مضى لاننا امام استحقاق تاريخي لاعتراف الامم المتحدة بالعضوية لكاملة لدولتنا، وكلّي تفاؤل أنّنا سنحصل عليه شاء من شاء وأبى من أبى، فإقرار الحق فضيلة وعلى العالم ان يسلم بهذه الحقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.